ما هي الحاسة الغريبة لدى الأشخاص المكفوفين؟

 من الناحية الفنية، يُعرف هذا باسم التحسس الداخلي، وهي الحساسية للمنبهات داخل الجسم. وحتى الآن، لم يكن واضحاً كيف يمكن أن تؤثر المرونة العصبية لدى المكفوفين؟

  • ما هي الحاسة الغريبة لدى الأشخاص المكفوفين؟
    ما هي الحاسة الغريبة لدى الأشخاص المكفوفين؟

اكتشف العلماء حاسة غريبة يستطيع إدراكها الأشخاص المكفوفون، حيث يتمتع هؤلاء بقدرة غريبة لا يستطيع إدراكها الأشخاص المتمتعون ببصرٍ جيد.
وأظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص المكفوفين أفضل من الأشخاص المبصرين عندما يتعلق الأمر باستشعار دقات قلبهم، في إشارة إلى أن عدم قدرة هؤلاء على رؤية الكثير من الخارج يؤدي إلى وعي أكثر حدة بما يحدث في أجسامهم الداخلية.
وقام الباحثون بتوصيل مقياس التأكسج النبضي إلى 36 شخصاً مكفوفاً و36 شخصاً مبصراً، متطابقين في العمر والجنس بشكلٍ كامل.

إقرأ أيضاً: عصا ذكية إيرانية للمكفوفين مزوّدة بتقنيات حديثة

وتم قياس معدل ضربات قلب كل مشارك في العملية، طُلب منهم أيضاً حساب نبضات قلبهم من دون فحص نبضهم أو لمس أجسادهم بأي شكل من الأشكال.

وبحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، فقد سجّل الأفراد المكفوفون متوسط ​​دقة 0.78، بينما سجّل الأفراد المبصرون متوسط دقة 0.63، من أصل درجة مثالية محددة وهي 1.0.

 حساسية للمنبهات داخل الجسم

وأكدت الدراسة أن هذه النتائج هي دليل إضافي على كيفية تحسين الحواس الأخرى لدى الأشخاص ضعاف البصر.
وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة في مجلة " psycnet" العلمية: "يشير هذا إلى أن مرونة الدماغ بعد العمى تؤدي إلى قدرة فائقة في استشعار الإشارات من القلب، الأمر الذي له آثار على دراسة الوعي الجسدي والمعالجة العاطفية لدى الأفراد المكفوفين".

إقرأ أيضاً: "عين العلم" تقدّم أملاً للمكفوفين

 من الناحية الفنية، يُعرف هذا باسم التحسس الداخلي، وهي الحساسية للمنبهات داخل الجسم. وحتى الآن، لم يكن واضحاً كيف يمكن أن تؤثر المرونة العصبية لدى المكفوفين، أي الطريقة التي يتغيّر بها الجهاز العصبي للتعويض عن نقص الرؤية، على الإدراك الداخلي.

وعلى الرغم من أن هذه دراسة صغيرة نسبياً، إلا أنها تشير إلى ارتباط ملحوظ بين فقدان البصر والإحساس الداخلي. لكن السؤال الذي لم تجب عنه هذه الدراسة هو، لماذا يتم تحسين الإدراك الداخلي لدى المكفوفين.
ويقترح الفريق أن أولئك الذين ليس لديهم بصر يلتقطون إشارات ضربات القلب من مناطق أخرى من الجسم إلى جانب القلب.

 وتقول عالمة الأعصاب دومينيكا رادزيون من معهد "كارولينسكا" في السويد: "نحن نعلم أن إشارات القلب والعواطف مترابطة بشكل وثيق. على سبيل المثال، تنبض قلوبنا بشكل أسرع عندما نشعر بالخوف. ومن الممكن أن تؤثر حساسية الأفراد المكفوفين المعززة للإشارات الواردة من قلوبهم أيضاً على تجاربهم العاطفية".

ومن المثير للاهتمام أن المجموعتين لم تظهرا أي اختلافات كبيرة من حيث معدل ضربات القلب الفعلي أو مدى إدراكهما أنهما كانا يراقبانه، حيث يشير ذلك إلى أن الفجوة بين مجموعات المشاركين تتعلق بالفعل بالإدراك الداخلي.
ويقترح مؤلفو الدراسة الجديدة أن أجزاء مختلفة من الجسم مرتبطة بمعالجة إشارات القلب، مثل الجزء الأمامي من الدماغ، وهي منطقة من القشرة الانعزالية، تشارك في تنظيم المشاعر الذاتية.