القطط تهبط بسلام عند السقوط من أماكن مرتفعة.. لماذا؟

تثير القطط إعجاب البشر بقدراتها الهائلة، من بينها الهبوط بسلام عند السقوط من مكان مرتفع، دون أن تموت أو حتى تتعرض لكسور. ويقال إنّ القطط تهبط على كفوف أرجلها لذلك تنجو من أثار السقوط.. فهل هذا صحيح؟

  • تقوم القطط بعملية التوازن بشكل رائع عند سقوطها في البداية عبر
    تقوم القطط بعملية التوازن بشكل رائع عند سقوطها في البداية عبر "الجهاز الدهليزي" لديها

قال موقع "فوكوس" الألماني إنّ القطط لديها قدرة ميكانيكية حيوية مثيرة للإعجاب وراء الاعتقاد بأنها تهبط دائماً على كفوف أرجلها بسلام.

وأوضح الموقع نفسه نقلاً عن باحثين أنّ "القطط لا تهبط دائماً على كفوف أرجلها". فقد أظهرت الأبحاث أنّ القطط لديها خاصية تولد بها هي "ردّ الفعل التقويمي للقطط" أو "مُنْعَكَسُ تَقْويمِ الجِسْم" (righting reflex)، الذي يعمل لديها بشكل فطري، ويسمح هذا الإجراء الغريزي للحيوانات بضبط أوضاع جسدها أثناء سقوطها حتى تتمكن من حماية نفسها والهبوط بشكل أفضل.

وتمّ توثيق "مُنْعَكَسُ تَقْويمِ الجِسْم" وشرحه لأول مرة في عام 1894 من قبل، إتيان جول ماري، عالم فرنسي، فمن خلال لقطاته البطيئة للقطط المتساقطة، كان قادراً على فك رموز التسلسل المنهجي لحركاتها أثناء السقوط.

الجهاز "الدهليزي" يوجه عملية التوازن

تقوم القطط بعملية التوازن بشكل رائع، في البداية يدرك "الجهاز الدهليزي" (Vestibular apparatus)، المسؤول عن التوازن، اتجاه الجسم. ثم تقوم القطة بسحب رجليها الأماميتين لتحريك الجزء العلوي من جسمها بشكل أسرع. بعد ضبط الجزء الأمامي من الجسم، يتم ضبط محاذاة الجزء الخلفي في الاتجاه المعاكس – وهذا بفضل العمود الفقري المتحرك للقطة، مما يؤدي في النهاية إلى تمدد نصفي الجسم،  بحسب ما شرح موقع "فوكوس".

وتابع الموقع: في الجزء الأخير من مرحلة السقوط، تستعد القطة لتخفيف الهبوط. وللقيام بذلك، تقوم بتدوير ظهرها وتمديد أطرافها الأربعة - وهي تقنية تزيد من مقاومة الهواء وتعمل مثل مظلة الهبوط (الباراشوت). وتعمل أرجلها القوية في النهاية كممتص للصدمات، مما يسمح لها بالهبوط بأمان حتى من ارتفاعات مذهلة.

خاصية الهبوط عظيمة لكنها لا تعمل دائماً

ولكن هناك حدود لهذه "القوة العظمى" الطبيعية، بحسب "فوكوس"، إذ يمكن أن يؤثر الوزن الزائد أو الذيل القصير أو عدم وجود ذيل على الإطلاق على رد الفعل التقويمي للقطط. كما يلعب ارتفاع مكان السقوط أيضاً دوراً، فإذا سقطت من ارتفاع أقل من متر واحد، فغالباً لا يكون هناك وقت كافٍ للدوران بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى هبوط صعب، وفق الموقع الألماني.