"الماغوط" في ذكراه الـ 15: شاعر أثرى الشاشتين والخشبة

في الثالث من نيسان/ إبريل الجاري، مرت الذكرى الخامسة عشرة على رحيل الكاتب محمد الماغوط الذي ترك بصمات ذهبية عميقة على أعمال خالدة للشاشتين والخشبة.

  • محمد الماغوط
    الكاتب محمد الماغوط

15 عاماً وكل ما تركه الراحل محمد الماغوط باق سواء كان شعراً وأدباً ساخراً ومقالات، وصولاً إلى أعمال شكلت ركناً للخشبة والشاشتين الكبيرة والصغيرة، في تعاون متجانس ونموذجي مع طاقة إبداعية موازية رمزها الفنان دريد لحام ليفوز المشاهد العربي بباقة مؤثرة من الأعمال رصدت الواقع العربي وعبرّت عنه بأقصى معاني المسؤولية.

وهذا ما أسسّ لأجيال من هذه الأمة تريد الصلاح والخير والانتصارات لكل الوطن العربي الذي شكّل على الدوام هاجساً عميقاً ومدوياً تعاون عليه الثنائي الماغوط – لحام عبر أرقى الإبداعات الفنية التي طرقت باب كل عربي وجعلته يفخر بهذا الوعي وهذا الفكر المضيء بصالح الأمة وصورتها أمام العالم.

إن مجرد ذكر العناوين يكفي لرفعها إلى مستوى العطاءات الوطنية والقومية عند كل عربي، فعلى الخشبة حضرت في الصدارة: ضيعة تشرين، وكاسك يا وطن، للمخرج خلدون المالح الذي كان بصدد عمل مع الفنان دريد لحام يستذكر سيرته لكن القدر دخل حائلاً دون ذلك وقضى المالح، يضاف إليهما: غربة، وشقائق النعمان، هذا عدا عن: المهرج، خارج السرب (أخرجها جهاد سعد) ونص العصفور الأحدب، الذي لم تتم مسرحته حين إكتماله عام 1963.

وإلى مشهدية الشاشة الصغيرة التي كبر حجمها مع القيمة المضافة التي عرفتها تحديداً حلقات: وادي المسك (عام 1982) وجمعت باقة من الوجوه المعروفة، فضمت إلى جانب الفنان دريد لحام كلاً من: منى واصف، رفيق سبيعي، وناجي جبر، وكتب الماغوط أيضاً نصوص حلقات مسلسلي: حكايا الليل، و وين الغلط. أما الشاشة الكبيرة فعرفت عام 1984 واحداً من أقوى وأمتع وأهم الأفلام العربية على الإطلاق: الحدود، الذي لعب بطولته وأخرجه دريد لحام، ومعه: رغدة، رشيد عساف، هاني السعدي وهاني الروماني، حيث تأسست الفكرة على الحدود الوهمية التي تفصل الأقطار العربية، وكانت ردة الفعل بالغة الإيجابية في كل بلد عربي شاهد أهله الشريط وباركوا توجهه. وأتبعه الماغوط ولحام بفيلم آخر بعد ثلاث سنوات بعنوان: التقرير، مع رغدة، منى واصف، واللبنانية كريستين شويري.

هذا جانب من البصمات الذهبية التي تركها الكاتب الكبير محمد الماغوط على الشاشتين والخشبة، فيما لم تتمكن التجارب اللاحقة من تجاوز ما زُرع في وجدان المشاهد العربي من قيم وطنية وقومية إلا نادراً، ومنها حصراً، ما واكبناه مؤخراً: حارس القدس، للمخرج باسل الخطيب.