حكم قضائي: "غوغل" احتكرت بشكل غير قانوني أسواق الإعلانات عبر الإنترنت

في ضربة قانونية جديدة لشركة "غوغل"، حكمت قاضية فيدرالية أميركية بأن الشركة احتكرت عمداً سوق الإعلانات الرقمية وحافظت عليه، مستخدمةً ممارسات غير قانونية لتعزيز هيمنتها، والتي قد تُجبرها على التخلي عن أجزاء من أعمالها.

وأكدت القاضية ليوني برينكيما، من محكمة مقاطعة فيرجينيا، أن "غوغل" استغلت موقعها في سوق الإعلانات الرقمية، خاصةً من خلال دمج خوادم الإعلانات الخاصة بالناشرين ومنصات تبادل الإعلانات، مما منحها سيطرة على أكثر من 90% من السوق، وأدى إلى تقويض المنافسة والإضرار بالناشرين والمستخدمين.

كما وجدت برينكيما أنّ وزارة العدل الأميركية، التي رفعت القضية، لم تتمكّن من إثبات أنّ "غوغل" سيطرت بشكلٍ غير عادل على المكوّن الثالث من السوق، وهو شبكات إعلانات المعلنين.

ورغم أنّ المحكمة لم تجد أنّ "غوغل" احتكرت شبكات إعلانات المعلنين، إلا أن الحكم يُعدّ انتصاراً كبيراً لوزارة العدل الأميركية و17 ولاية، التي اتهمت الشركة باستخدام تكتيكات استحواذية وممارسات مناهضة للمنافسة للسيطرة على سوق الإعلانات الرقمية.

من جهتها، أعلنت "غوغل" نيّتها استئناف الحكم، مؤكدةً أن أدواتها الإعلانية توفّر خيارات متعدّدة للناشرين وتتميّز بالبساطة والفعّالية. 

هذا الحكم يأتي في سياق سلسلة من القضايا القانونية التي تواجهها "غوغل"، بما في ذلك قضية سابقة تتعلّق باحتكارها لسوق البحث الإلكتروني، حيث قضى قاضٍ فيدرالي بأنّ "غوغل" أنفقت مليارات الدولارات على صفقات حصرية للحفاظ على احتكار غير قانوني لسوق البحث.

ومن المتوقّع أن تبدأ المرحلة الثانية من المحاكمة، التي ستحدّد فيها المحكمة سبل الانتصاف، الأسبوع المقبل. وقد تشمل هذه السبل تفكيك أجزاء من أعمال غوغل الإعلانية، مثل بيع متصفّح كروم أو وقف دفع المبالغ الكبيرة لشركات مثل "آبل" لتكون محرّك البحث الافتراضي لديها.