الاحتلال يتراجع عن ادّعاءاته.. ومصدر موثوق للميادين: القائد محمد الضيف بخير

مصدر موثوق به يؤكد للميادين أنّ القائد العام لكتائب القسّام، محمد الضيف، بخير، نافياً ما أشاعه الاحتلال بشأن استهدافه قيادات للمقاومة في منطقة مواصي خان يونس.

0:00
  • فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب المجزرة الإسرائيلية على مخيم في منطقة المواصي (رويترز)
    من آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواصي خان يونس، حيث ارتكب الاحتلال مجزرةً جديدة ضدّ آلاف النازحين (رويترز)

أكد مصدر موثوق به للميادين أنّ القائد العام لكتائب عز الدين القسّام، محمد الضيف، بخير، مشدداً على أنّ الادّعاءات الإسرائيلية بشأن إصابته لا أساس لها من الصحة.

وبدأ الاحتلال الإسرائيلي يتراجع عن مزاعم اغتيال محمد الضيف، بعد "شبه تأكيد بشأن ذلك خلال الساعات الماضية"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي. 

في السياق نفسه، أكدت حركة حماس أنّ ادّعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات هي ادّعاءات كاذبة، لافتةً إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يزعم فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقاً.

وشدّدت الحركة، في بيان أصدرته، على أنّ الهدف من وراء هذه المزاعم هو التغطية على المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وأوضحت أنّ مجزرة مواصي خان يونس تدلّ على مضي حكومة الاحتلال في حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في الخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم في حقّهم.

وأشارت حماس إلى أنّ استهتار الاحتلال بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة التي يرتكبها ضدّ المدنيين العزّل، لم تكن لتتواصَل لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأميركية لحكومة المتطرفين الإسرائيليين و"جيشها" الإرهابي.

ولفتت إلى أنّ هذا الدعم يتم عبر التغطية على الجرائم الإسرائيلية، ومدّها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشلّ يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، الأمر الذي يجعل واشنطن شريكةً بصورة كاملة فيها.

وفي تصريح لوكالة "رويترز"، أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، أنّ التقرير، الذي بثّته إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، ومفاده أنّ غارةً على خان يونس، استهدفت القائد العام لكتائب القسّام، هو "كلام فارغ".

وأضاف أبو زهري أنّ "كل الشهداء مدنيون"، مشدداً على أنّ "ما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي"، مشيراً إلى أنّ المجزرة رسالة عملية من الاحتلال تفيد بأنّه "غير معني بأي اتفاق".

الجهاد الإسلامي: الإدارة الأميركية هي المسؤول الأول عن المجزرة

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، بدورها، أنّ المجزرة، التي ارتكبها الاحتلال في مواصي خان يونس، هي إمعان في استمرار حرب الإبادة التي يشنّها على الشعب الفلسطيني، بعد نحو 10 أشهر من تقاعس العالم أمام آلة القتل والإجرام الإسرائيليين.

 وأضافت الحركة أنّ ادعاءات الاحتلال استهداف شخصيات قيادية تثبت النية المبيتة لديه، عن سبق إصرار وتصميم، لارتكاب هذه الجريمة.

من جهة ثانية، تؤكد هذه المجزرة ضرب الاحتلال كل الأعراف والمواثيق الدولية، والتي لا تقبل هذه التبريرات الوقحة لارتكاب مثل هذه الجرائم تحت أي ذريعة، بحسب ما تابعت "الجهاد الإسلامي".

وشدّدت الحركة على أنّ الإدارة الأميركية هي المسؤول الأول عن هذه الجريمة، نظراً إلى "ما تشيعه من عدّ الشهداء والجرحى من المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن أضراراً جانبية، بتواطؤ وصمت كاملين من كل الذين يوفّرون كل أنواع الدعم للاحتلال".

الجبهة الشعبية: الاحتلال يحاول الضغط على المقاومة في المفاوضات

بدورها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ المجزرة الإسرائيلية في مواصي خان يونس تشكّل جزءاً من سياسة إسرائيلية مدروسة لإبادة الشعب الفلسطيني، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي، وتورط أميركي مباشر في الجرائم الإسرائيلية.

وشدّدت الجبهة على أنّ هذه المجزرة تُعَدُّ شاهداً جديداً على فاشية كيان الاحتلال وإجرامه، مشيرةً إلى أنّه يستخدم الطائرات والصواريخ في قصف المدنيين والنازحين في مناطق يَدعّي أنّها آمنة.

إلى جانب ذلك، رأت الجبهة أنّ تصعيد الاحتلال جرائمه ضدّ الشعب الفلسطيني بطريقة غير مسبوقة لا يمكن عزله عن محاولته الضغط على المقاومة في المفاوضات، وعرقلة الوصول إلى أي اتفاق، مؤكداً أنّ محاولة الضغط هذه فاشلة ولن تحقق أهدافها.

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم إلى النزول فوراً إلى الشوارع والميادين، تنديداً بهذه المجزرة الكبرى، ومن أجل الضغط من أجل وقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الاحتلال المجرمين وكل من يدعمه أو يموله، والمطالبة بوقف تزويد كيان الاحتلال بالأسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت حركة فتح الانتفاضة أنّ المجزرة الإسرائيلية الجديدة في جريمة حرب تُضاف إلى جرائم حرب الإبادة، مشددةً على أنّ استهداف المدنيين والنازحين يؤكد عمق الفشل العسكري، الذي مُني به الاحتلال.

من جهتها، شددت حركة فتح على أنّ المجزرة، التي ارتكبها "جيش" الاحتلال في مواصي خان يونس، تبرهن مدى استفحال النزعة الإرهابية لديه، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال يسعى لتنفيذ مشروعي التهجير والترحيل عبر هذه المجازر، في سياق حرب الإبادة.

وأضافت أنّ هذه المجزرة تضع دول العالم "أمام اختبار حاسم حيال صمتها المطبق على عربدة منظومة الاحتلال الاستعمارية وإرهابها ودمويتها".

وفي مواقف مشابهة، أكدت الرئاسة الفلسطينية أنّ المجزرة هي استكمال لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها أبناء الشعب الفلسطيني، محملةً الإدارة الأميركية مسؤولية ذلك، نظراً إلى استمرارها في تقديم الدعم إلى الاحتلال.

الإعلام الحكومي في غزة: لتوخي الحذر وعدم تداول رواية الاحتلال الكاذبة

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بدوره، أنّ الاحتلال الإسرائيلي نشر أخباراً زائفةً وأكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة، تتعلّق باستهداف قيادات فلسطينية.

وشدد المكتب على أنّ الهدف من وراء هذه المزاعم الإسرائيلية الكاذبة هو حرف الأنظار عن الجريمة المروّعة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال، في منطقة مواصي خان يونس.

وأضاف أنّ الادعاءات التي أطلقها الاحتلال هي محاولة فاشلة منه لتبرير المذبحة الفظيعة. وحتى الآن، راح ضحيتها 90 شهيداً، نصفهم من الأطفال والنساء، و300 جريح، بينهم عشرات الأطفال والسيدات، ممن يعانون إصابات حرجة وخطرة.

كذلك، أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى أنّ الاحتلال يمارس سياسة التضليل بصورة متكررة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة، في محاولة للتغطية على فشله وجرائمه التي يرتكبها بحق المدنيين والنازحين.

إزاء ذلك، دعا المكتب وسائل الإعلام والإعلاميين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والانتباه جيداً خلال عملية إعداد الأخبار والتقارير الصحافية والإعلامية المتعلقة بمثل هذه المجازر.

وحثّ أيضاً على عدم تداول رواية الاحتلال أو الانجرار وراءها، معرباً عن إدانته استخدام الاحتلال أساليب التضليل الإعلامي ونشر الأخبار الزائفة والشائعات والأكاذيب، في محاولة لحرف الأنظار عن جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

إلى جانب ذلك، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية الداعمة له المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر، بالإضافة إلى مسؤولية استخدام أسلوب التضليل الإعلامي كوسيلة لحرف أنظار الرأي العام عن الحقيقة.

وطالب أيضاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وكل دول العالم الحر، بالضغط على الاحتلال وواشنطن لوقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة، وملاحقة الاحتلال قانونياً لوقف هذه المهزلة التي تحاول تضليل الرأي العام.

تأتي هذه التصريحات بعد أن ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً كبيرةً، عبر قصفه مخيمات النازحين في مواصي خان يونس، أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من 350 فلسطينياً، بحسب الحصيلة الأولية، والتي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة.

وبالإضافة إلى المجزرة في مواصي خان يونس، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرةً أخرى في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، مستهدفةً المسجد الأبيض، بحيث ارتقى 22 شهيداً على الأقل، وأُصيب العشرات، في أثناء أداء الصلاة داخل مصلى في المكان.

ويُضاف شهداء المجزرتين الإسرائيليتين في مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ إلى أكثر من 38440 شهيداً و88480 جريحاً، تم تسجيلهم منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب الإحصاء الأخير الذي نشرته وزارة الصحة في القطاع.

في غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم، بسبب القصف العنيف والمتواصل.

اقرأ أيضاً: عبد الهادي للميادين: القيادة المفاوضة تتألم للمجازر لكنها لن تخضع لشروط الاحتلال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك