"إسرائيل" تضخ ملايين الدولارات للتأثير في الرأي العام الأميركي.. ما علاقة ChatGPT؟

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تكشف أن الحكومة الإسرائيلية وقعت عقوداً بملايين الدولارات في الأشهر الأخيرة لتحسين صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأميركي، على الإنترنت وخارجه.

0:00
  • "إسرائيل" تضخ ملايين الدولارات للتأثير في الرأي العام الأميركي بعد تراجع دعمها على خلفية الحرب على قطاع غزة

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية وقعت عقوداً بملايين الدولارات في الأشهر الأخيرة لتحسين صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأميركي في الإنترنت وخارجه.

ملايين الدولارات لتحسين صورة "إسرائيل"

وأكّدت أن "إسرائيل" وظفت شركاتٍ لإدارة "حملات هاسبارا" (الدبلوماسية العامة)، ولحملات تستهدف ملايين المسيحيين من رواد الكنائس وشبكات بوتات لتضخيم الرسائل المؤيدة لها على الإنترنت، ولجهودٍ منصبة على التأثير في نتائج البحث وردود أفعال خدمات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل ChatGPT.

وأظهرت الوثائق المُقدّمة خلال الشهرين الماضيين أن حكومة "إسرائيل" وقّعت عقوداً متعددة في الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها، وأن المدفوعات تُمَرَّر عبر شركة "هافاس ميديا ألمانيا" المحدودة، وهي شركة تابعة لشركة هافاس العالمية العملاقة للإعلان والعلاقات العامة.

وبينت الوثائق أن الشركة تلقت منذ عام 2018 ما لا يقل عن 100 مليون دولار أميركي للترويج لحملات سياحية إسرائيلية في الولايات المتحدة، كما تعمل مع دول أخرى، منها عدة دول في الخليج، على مشاريع مماثلة، بحسب الصحيفة.

وقد تم توقيع أكبر عقود هاسبارا الجديدة في أب/أغسطس مع شركة "Clock Tower X"، المملوكة لبراد بارسكال، الذي أدى دوراً رئيسياً في الحملات الرقمية لترامب عامي 2016 و2020. وينص العقد البالغ 6 ملايين دولار على "الاستشارات الاستراتيجية والتخطيط وخدمات الاتصالات لتطوير وتنفيذ حملة أميركية واسعة لمكافحة معاداة السامية".

وفقاً للملف، ستنتج شركة بارسكيل "ما لا يقل عن 100 محتوى أساسي شهرياً و"5000 نسخة مشتقة" شهرياً، بهدف تحقيق 50 مليون مشاهدة شهرياً.

اقرأ أيضاً: استطلاع لـ"نيويورك تايمز": انخفاض كبير في دعم الأميركيين لـ"إسرائيل"

من تستهدف "إسرائيل"؟

وسيستهدف 80% من المحتوى الشباب الأميركيين في منصات "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، وسيتم توزيع رسائل الحملة عبر شبكة سالم الإعلامية التي تمتلك أكثر من 200 محطة إذاعية وموقع إلكتروني.

وأكدت الصحيفة أن التركيز على الجماهير المسيحية كان مفاجئاً قبل حرب غزة، فلطالما اعتُبروا أكثر الفئات تأييداً لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة، لكن استطلاعات مركز "بيو" التي أُجريت بين عامي 2022 و2025 أظهرت انخفاضاً سريعاً في دعم "إسرائيل" في خضم الحرب على غزة، حتى بين المحافظين.

وتركز الملفات المقدمة في سبتمبر/أيلول على "الكنائس والمنظمات المسيحية في غرب الولايات المتحدة" بهدف مواجهة "تراجع دعم المسيحيين الإنجيليين لإسرائيل".

وبحسب الوثائق، سيتم السعي لتحقيق هذه الأهداف من خلال "حجج تستند إلى الكتاب المقدس تسلط الضوء على أهمية إسرائيل والشعب اليهودي بالنسبة إلى المسيحيين"، في حين يتم نشر رسائل مفادها أن "الفلسطينيين اختاروا حماس... ويقتلون عمال الإغاثة المسيحيين...".

اقرأ أيضاً: استطلاع: تراجع تأييد الأميركيين لحرب "إسرائيل" على غزة وسط انقسامات حزبية

كيف تستغل "إسرائيل" "GPT"؟ 

ويعد أحد العناصر الأساسية في حملة "إسرائيل" هو محاولتها التأثير في روبوتات الدردشة الذكية. يكشف أحد بنود عقد "برج الساعة إكس" عن "عملية بحث ولغوية" مصممة للترويج للحملة على غوغل ومحركات البحث الأخرى، وأيضاً "لتوليد نتائج تأطيرية في محادثات GPT وأنظمة الحوار القائمة على الذكاء الاصطناعي".

ووفقاً للصحيفة، ربما تكون هذه أول حالة موثقة علناً لمحاولة حكومة تشكيل الخطاب من خلال أنظمة ذكاء اصطناعي توليدية مثل ChatGPT وClaude، ما يؤثر في كيفية صياغة القضايا المتعلقة بـ"إسرائيل". يُمثل هذا تحولاً من "تحسين محركات البحث" (SEO) الهادف إلى الترويج للمواقع الإلكترونية المؤيدة لـ"إسرائيل" في نتائج البحث، إلى جهود تركز على روبوتات الدردشة التي تهدف إلى صياغة الإجابات المتعلقة بـ"إسرائيل" وفلسطين.

وتشير الحملات التي كُشف عنها في الملفات إلى أن تجارب "إسرائيل" المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي تطورت الآن إلى استراتيجية دبلوماسية عامة منظمة في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: "Responsible Statecraft": "إسرائيل" تسعى إلى تجنيد "ChatGPT"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.