"بي بي سي": البحرية الصينية تتوسع أسرع من تلك الأميركية
شبكة "بي بي سي" البريطانية تتحدث عن تفوّق الصين في بناء السفن، وعن ميزة تتعلّق باندماج عسكري - مدني.
-
أكثر من 60% من طلبات العالم هذا العام ذهبت إلى أحواض بناء السفن الصينية
ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية أنّ الصين كثّفت في العقدين الأخيرين استثماراتها في بناء السفن، مشيرةً إلى أنّ بكين تبني سفناً أكثر من أي بلد آخر، لأنها قادرة على إنجاز ذلك بسرعة تفوق الجميع.
ووفقًا لما رصدته الشبكة، فقد أسفر ذلك عن استحواذ أحواض بناء السفن الصينية على أكثر من 60% من الطلبات العالمية خلال العام الجاري.
وقال الخبير البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، نِك تشايلدز، إنّ "قدرة الصين على بناء السفن تعادل نحو 200 ضعف القدرة الإجمالية للولايات المتحدة".
وأوضحت الشبكة أنّ هذا التفوّق البارز ينطبق أيضاً على قواتها البحرية، إذ إنّ الصين تملك الآن أكبر أسطول في العالم، يضم 234 سفينة حربية مقارنة بـ219 لدى البحرية الأميركية.
وحدّدت الشبكة أنّ "الاقتصاد الثاني عالمياً" يحتضن 7 من أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم، معتبرةً أنّها شرايين حيوية لمسارات الإمداد العالمية، ومدنها الساحلية تزدهر بفضل التجارة.
كذلك، تحدثت الشبكة عن وجود نوعين جديدين على الأقل لدى الصين من الطائرات المسيّرة تحت الماء، التي تشبه طوربيدات ضخمة، وسيكونان بين الأنظمة التي ستُعرض في العرض العسكري الأسبوع المقبل.
وأوضحت الشبكة أنّ هذه الوسائل قد تتيح للصين تنفيذ مراقبة في أعماق البحار، واكتشاف غواصات أخرى أو حتى كابلات تحت البحر من دون المخاطرة بقواتها البحرية.
وفي ضوء ذلك، رأت "بي بي سي" أنّه لا يمكن للولايات المتحدة تجاهل التهديد الذي يمثله بناء السفن الصيني.
"اندماج عسكري - مدني"
ولفتت إلى أنّ الصين تتمتع بميزة لا جدال فيها، وهي الاستخدام المزدوج لأحواض بناء السفن. فكثير من تلك التي تدعم الإنتاج التجاري يمكنها أيضاً المساعدة في إنتاج السفن الحربية للبحرية.
وتعمل أحواض السفن العسكرية والمدنية جنباً إلى جنب في بعض المواقع، وهو ما تصفه وسائل الإعلام الرسمية بأنه "اندماج عسكري - مدني"، وهو مفهوم يدفع به الرئيس الصيني بقوة.
وتابعت الشبكة، في شرح عن الأمر، أنّ هذا البرنامج يعتمد على دمج الكيانات التجارية والعسكرية معاً.
ولهذا السبب، حتى في غياب حاملات طائرات قوية أو غواصات، فإن الأسطول التجاري الصيني وخبرته في بناء السفن بسرعة، يمكن أن يكونا عنصراً حاسماً خلال أزمة، وفق الشبكة.
ووصفت الشبكة امتلاك أحواض تبني سفناً جديدة بسرعة بالمكسب الاستراتيجي في أي نزاع طويل، مضيفةً أنّ "السفن التجارية يمكنها نقل الطعام وغير ذلك إلى أي منطقة صراع.
واختصرت الشبكة الأمر في سؤال مباشر: "من يستطيع أن يضع أصولاً أكثر في البحر بسرعة أكبر وبجاهزية أعلى؟" لتجيب أنّه في الوقت الراهن، الصين.
"لا مصلحة للصين بالتدخل في شؤون دول أخرى"
في المقابل، طمأن مدير مركز الدراسات الاستراتيجية البحرية في جامعة بكين، هو بو، أن بلاده ليس لديها مصلحة في التدخل في شؤون الدول الأخرى، خصوصاً عسكرياً.
وأكد أن الصين تبني سفناً ضخمة لأنها تستطيع، لا لأنها تريد السيطرة على العالم، لافتاً إلى وجود جزيرة واحدة لا تراها الصين دولة أخرى: تايوان.
وقال هو بو إنّ "الصين تملك بالفعل القدرة على استعادة تايوان، لكنها لا تفعل ذلك بل تصبر، بينما لم تتخلَّ الصين أبداً عن أمل التوحيد السلمي".
وأكد أنّ المخاوف من اندلاع صراع بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة – اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا – والصين مبالغ فيها، لـ"أن الجميع يعرف أنّه قد يكون كارثياً".
وأضاف: "خلال السنوات الثلاث الماضية، أعتقد أنّ الرسالة واضحة جداً أنّ الطرفين لا يريدان القتال"، مشيراً إلى أنّ الصين مستعدة لذلك "لكننا لا نريد القتال مع بعضنا".
وطرحت "بي بي سي" سؤالاً عدّته أساسياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها هو: "إلى أي مدى يمكن أن يبحر أسطول الصين الحربي، وإلى أي مسافة عن شواطئها ستجرؤ بكين على المضي"؟
وقالت الشبكة إنّه "في أي لحظة سيتمكنون من الخروج فعلاً وإظهار نفوذ أبعد، مثلاً في المحيط الهندي وما وراءه، سيكون أمراً رئيسياً للمراقبة"، مضيفةً أنّه "ما زال أمامهم طريق طويل، لكنهم بالتأكيد يدفعون الحدود".