"أعلم كيفية تأدية هذه المهمة".. بايدن عازم على مواصلة السباق الرئاسي

رغم الانتقادات التي وجّهت إليه على خلفية أدائه السيئ في المناظرة التي جمعته بخصمه الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، والحديث عن احتمالات استبدال الديمقراطيين له بمرشح آخر، الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن تصميمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي.

  • الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء المناظرة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الخميس 27 حزيران/يونيو 2024، في أتلانتا (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء المناظرة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الخميس 27 حزيران/يونيو 2024، في أتلانتا (أ ف ب)

أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد، أمس الجمعة، عزمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي، رغم أدائه السيئ في المناظرة التي خاضها في وجه منافسه الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتحدثت عن "ذعر" حقيقي في صفوف الديمقراطيين، خلّفته المناظرة بين بايدن وترامب، قبل 4 أشهر من الانتخابات وقبل نحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأميركي مرشّحاً رسمياً للحزب.

وأمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية، قال بايدن "لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة".

وأضاف "أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية تأدية هذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الأمور. أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجدداً".

وأشارت وسائل الإعلام الأميركية إلى أن بايدن، بدا في حديثه مع أنصاره في كارولاينا الشمالية، كما لو أنه يقول الكلمات التي رغب أنصاره أن يقولها خلال المناظرة، ولم يتمكن من ذلك.

وسأل بايدن الحاضرين "هل شاهدتُم ترامب الليلة الفائتة؟"، قبل أن يجيب "أعتقد أنه حقق رقماً قياسياً جديداً لأكبر عدد من الأكاذيب في مناظرة واحدة".

وشدد بايدن على أن "ترامب أكبر تهديد لهذه الأمّة، موضحاً "إنّه تهديد لحرّيتنا. إنّه تهديد لديمقراطيّتنا. إنّه حرفياً تهديد لكلّ شيء تدافع عنه أميركا".

ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه "صديقاً" للرئيس الأميركي، والتي نُشِرَت أمس الجمعة في صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال فريدمان إنّ بايدن "ليس في وضع يسمح له بالترشّح لولاية ثانية"، كاشفاً أنه "بكى" لدى رؤيته الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً والذي بدا منهكاً في بعض الأحيان، ومتلعثماً خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة.

وكتبت ماريا شرايفر، ابنة شقيقة جون كينيدي، الرئيس الأميركي الذي اغتيل عام 1963، وحليفة بايدن، في تغريدةٍ لها على منصة "إكس"، "قلبي مفطور".

من جهته، وفي تغريدةٍ له عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، كتب الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما "يُمكن أن تحدث مناظرات سيّئة"، مضيفاً أنّ هذه الانتخابات "لا تزال خياراً بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتمّ إلا بنفسه، بين شخص يقول الحقيقة ويعرف الصواب من الخطأ، وشخص يكذب من أجل مصلحته الخاصة".

وأضاف أوباما "الليلة الماضية لم يتغيّر ذلك، لذا فإنّ أموراً كثيرة على المحكّ في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل". 

ترامب، عاد بدوره إلى حملته الانتخابية أمس الجمعة، واستأنف أمام تجمع لأنصاره في فرجينيا، هجماته على بايدن، قائلاً "الأمر لا يتعلّق بعمره، بل بكفاءته".

وأضاف ترامب "السؤال الذي يجب على كل ناخب طرحه على نفسه اليوم، ليس إذا كان جو بايدن يستطيع النجاة من أداء مناظرة مدتها 90 دقيقة، لكن إذا كان بإمكان أميركا البقاء أربع سنوات أخرى تحت حكم المحتال جو بايدن".

وتابع ترامب "يقول كثير من الناس إنه بعد أداء الليلة الماضية، سيترك جو بايدن السباق. لكن، في الحقيقة، أنا لا أصدّق ذلك، لأنه يحقق في استطلاعات الرأي نتائج أفضل من أي من الديمقراطيين الآخرين الذين يتحدثون عنهم".

"نيويورك تايمز": "لخدمة البلاد، على الرئيس أن يغادر السباق"

ودعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض غداة مناظرته مع ترامب. 

ورأت الصحيفة في افتتاحية نشرت مساء أمس الجمعة أنّ "الجروح التي فتحها ترامب بدأت في الالتئام في عهد بايدن، ولكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح".

وفي هذا المقال الافتتاحي بعنوان "لخدمة البلاد، يجب على الرئيس بايدن أن يغادر السباق" إلى البيت الأبيض، وصفت "نيويورك تايمز" بايدن بأنه "ظل زعيم"، بعد أن "فشل في اختباره الخاصّ".

ويرى محللون أن اختيار الديمقراطيين بديلاً من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عديدة، وأنه يجب على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب، مشيرين إلى أنّ المرشّحة الأبرز للحلول محله هي نائبته، كامالا هاريس، التي دافعت بإخلاص عن أدائه في المناظرة، مع اعترافها بأنّ انطلاقته كانت "صعبة".

أما رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، فقد أكّد أنّ بايدن "ليس قادراً على أن يكون رئيساً، ولا يمتعنا قول ذلك لأنّ الأمر خطير جداً".

وإذا قرّر بايدن الانسحاب، فسيجتمع الديمقراطيون في آب/أغسطس في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيعاد خلط الأوراق ولا سيما أصوات المندوبين الذين صوّتوا للرئيس، وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين اضطرّ الحزب إلى إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.

وتم ترشيح نائب الرئيس حينها، هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": الديمقراطيون يناقشون استبدال بايدن

اخترنا لك