"الصدمة كانت ملحوظة".. إعلام إسرائيلي: نتنياهو لم يعلم بالمباحثات الأميركية مع إيران

وسائل إعلام إسرائيلية تعلّق على لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن، وتقول إنّ الوفد الإسرائيلي "فوجئ بشأن المباحثات مع إيران"، وقد "عاد خالي الوفاض فيما يتعلق بالرسوم الجمركية"، وملفات أخرى.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في واشنطن - في 7 نيسان/أبريل 2025 (أ ف ب)
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في واشنطن - في 7 نيسان/ أبريل 2025 (أ ف ب)

تحدّثت صحيفة "إسرائيل هيوم"، عن صدمة ملحوظة لدى الوفد الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، بشأن المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران.  

وقالت الصحيفة إن "القيادة السياسية تحاول التقليل من حجم المفاجأة عبر قولها إنها علمت بأن تطوراً كهذا ممكن"، لأن "ترامب تحدث طوال الطريق عن رغبته في مفاوضات لحل القضية النووية الإيرانية". 

لكن "إسرائيل لم تعلم مسبقاً عن الاتفاق بين ترامب والإيرانيين حول افتتاح المباحثات بين الطرفين"، بحسب ما أكدته مصادر سياسية، اليوم الثلاثاء. وقال مصدر في الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن إن "الصدمة كانت واضحة على الوجوه".

وأضاف المصدر أن "التحديث الذي قُدم لنتنياهو أمس حول المحادثات ونية مشاركة إسرائيل في محتوى التفاوض، هو جانب إيجابي جداً".

وقال المصدر السياسي: "لن يكون JCPOA 2" (الاتفاق النووي 2)، في إشارة إلى المحادثات السرية التي أجرتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما مع إيران في العقد الماضي، حول الاتفاق النووي"، وهي "محادثات أُخفي وجودها عن إسرائيل". 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي سمع على ما يبدو من ترامب عن المفاوضات المقتربة قبل أن يتحدث الاثنان إلى الصحافيين، "ردّ عملياً على التطور الدراماتيكي عندما قدم مطلب تفكيك البنى التحتية النووية لإيران، وليس فقط تجميد الوضع"، بحسب "إسرائيل هيوم". 

اقرأ أيضاً: إيران: مباحثات غير مباشرة مع واشنطن في عُمان السبت المقبل

"نتنياهو عاد من البيت الأبيض خالي الوفاض"

وفي السياق، ذكر، مراسل ومحلل الشؤون الدبلوماسية، إيتمار آيخنر، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن تصريحات ترامب ونتنياهو، في نهاية اجتماعهما في البيت الأبيض، مساء أمس، كشفت أن السبب الحقيقي لدعوة نتنياهو على عجل إلى المكتب البيضاوي، هو "بداية مفاوضات أميركية مع إيران، وليس قضية الرسوم الجمركية مثلما اعتقد كثيرون".

وأضاف آيخنر أن ترامب "أراد إطلاع نتنياهو، وجهاً لوجه، بأنّه يتجه إلى محادثات على أعلى مستوى مع إيران"، بحيث كان من المهم بالنسبة إلى الرئيس الأميركي "إطلاع نتنياهو حتى لا تُفاجأ إسرائيل، لكن أيضاً حتى لا تخرّب هذه الاتصالات، أو حتى تستبق بمهاجمة إيران عسكرياً".

إلى جانب ذلك، الجواب الذي تلقاه نتنياهو في قضية الرسوم الجمركية بنسبة 17% التي فرضها ترامب على "إسرائيل"، كان "كاوياً وحتى مهيناً بعض الشيء"، إذ إنّ نتنياهو، الذي حضر إلى واشنطن فوراً، مباشرةً من زيارته إلى هنغاريا، "عاد عملياً خالي الوفاض"، وفق آيخنر. 

وتابع: "لم يتلقَّ رئيس الوزراء الهدية التي أرادها: إعلان من ترامب بأنه يخفّض أو يلغي الرسوم الجمركية بنسبة 17% على إسرائيل"، فترامب "لم يعلن أنه سيخفض الرسوم فحسب، بل ذكر أيضاً أن بلاده تنقل مساعدات إلى "إسرائيل" بقيمة 4 مليارات دولار، وأكثر من أي دولة أخرى في العالم".

من ناحية أخرى، "أثنى ترامب على نتنياهو للخطوات التي قام بها في خفض الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة، قائلاً إنه يجب على الدول أن تتعلم من "إسرائيل" أن تكون منصفة مع الولايات المتحدة"، فيما "الشيء الوحيد الذي تلقاه نتنياهو هو وعد بمواصلة النقاش بشأن قضية الرسوم".

وفيما يتعلّق بقضية الأسرى لدى حماس، فإنّه "لم تكن هناك بشارة كبيرة من ترامب"، بحيث "لم يقل أي شيء ملموس عن الصفقة، ولم يعرب عن تعاطف كبير مع الأسرى الذين خرجوا، وقال إنه يأمل أن تنتهي الحرب في غزة قريباً".

إضافة إلى ذلك، "أعاد ترامب إلى الصورة قضية انتقال سكان غزة من القطاع"، إذ "أقنع نتنياهو ترامب أن هناك دولاً ستوافق على قبول الغزيين، بعد اتصالات أجراها الموساد معها". لذلك، "عادت القضية الآن لتكون على الطاولة".

كما أشار آيخنر إلى قضية أخرى مثيرة للاهتمام أُثيرت، هي تركيا، فخلال اللقاء، أعرب نتنياهو عن قلقه من النشاط التركي في سوريا، وطلب من ترامب الضغط على أردوغان. لكنه فشل أيضاً في هذا الجانب. فقد سرد ترامب بشكل فكاهي تفاصيل مكالمته الهاتفية مع أردوغان، وتبادل النكات حول نجاح الرئيس التركي في السيطرة على سوريا. وأضاف: "علاقتي ممتازة مع أردوغان. أنا أحبه وهو يحبني… قلت لبيبي: إذا واجهت مشكلة مع تركيا، يمكنني حلها – ما دمتَ تتصرف بعقلانية. عليك أن تتصرف بعقلانية".

"الاجتماع الأكثر فشلاً على الإطلاق"

بدوره، ذكر موقع "والاه" أن الاجتماع الأخير بين نتنياهو وترامب "قد يكون الأكثر فشلاً على الإطلاق"، مضيفاً أن نتنياهو "عاد من واشنطن خالي الوفاض، بينما تنطلق المباحثات بين إيران والولايات المتحدة". 

وأضاف الموقع أن نتنياهو "وجد نفسه في المكتب البيضاوي في موقف لم يكن يتوقعه"، بحيث "ألقى ترامب كرات سياسية أمنية واقتصادية معقدة باتجاهه، لكنه فشل في الرد عليها واحدة تلو الأخرى". 

وتابع أن نتنياهو وجد نفسه في وضع محرج ومُهين وكديكور لرئيس الولايات المتحدة.

كذلك، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن نتنياهو "اختتم أسبوعه في الخارج بحدث محرج خلّف علامات استفهام أكثر من اللازم والقليل من الأجوبة"، بحيث إنّ ترامب "أحرجه بالبث الحي بعد أن أمل رئيس الوزراء في زيارته الخاطفة حل عدة قضايا بضربة واحدة". 

اقرأ أيضاً: ترامب: الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران وستستمر السبت

اخترنا لك