"سي أن أن" عن جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق: فشل متكرر.. لكنها لا تستطيع أن تتراجع

شبكة "سي أن أن" الأميركية تؤكد أن واشنطن عالقة بين رغبتها بانهاء الحرب في غزة وإنجاز اتفاق قبل مغادرة الرئيس الحالي جو بايدن منصبه، وبين تجنب الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خشية اتهامها بالانحياز لحماس.

0:00
  • الرئيس الأميركي جو بايدن، وخلفه نائبته كامالا هاريس (أرشيف)
    الرئيس الأميركي جو بايدن، وخلفه نائبته كامالا هاريس (أرشيف)

رأت شبكة "سي أن أن" الأميركية أنّ الولايات المتحدة "تطارد السراب" في موضوع إنجاز صفقة تبادل الأسرى، وأنّ "هدفها يبدو أبعد من أي وقت مضى".

واعتبرت "سي أن أن" أنّ الإدارة الأميركية تخاطر بتحطيم مصداقيتها عندما تتنبأ بشكل متكرر بقرب تحقيق هدفٍ في السياسة الخارجية، ثم تفشل في تحقيقه، مشيرةً إلى "إهدار إدارة بايدن لرأس المال على هدف يائس، وإساءة تقدير الموقف بشكل كبير للغاية".

 ونقلت عن أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض، قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن "ضاعف تركيزه على الشرق الأوسط منذ أن وضع حملته الانتخابية على الرف"، وإنه "مهووس بهذه القضية".

وأضافت الشبكة الأميركية أن قرار بايدن بإنهاء مساعيه لإعادة انتخابه، أضاف بعداً جديداً وشخصياً لأزمة الشرق الأوسط بالنسبة إليه، لأنه إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الأشهر القليلة المقبلة، فسيواجه احتمال تسليم خليفته فشلاً من شأنه أن يساعد في تشكيل إرثه.

ولفتت إلى أنّ المسؤولين الأميركيين لم يصلوا بعد إلى مرحلة الاعتراف بأنه قد لا يكون هناك اتفاق قبل مغادرة بايدن منصبه، وأن البيت الأبيض على الرغم من إحباطه لم يستخدم حتى الآن كل النفوذ الممكن على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وربما لن يفعل ذلك.

وقالت إن بايدن مؤيد بشدة لـ"إسرائيل"، ولم يكن مستعداً حتى الآن للرضوخ لمطالب التقدميين بتقييد مبيعات الأسلحة الأميركية لـ"إسرائيل" لإجبار نتنياهو على الرضوخ، مؤكدةً أنّ احتمال ابتعاد إدارة بايدن عن "إسرائيل"، وإلقاء اللوم علناً على نتنياهو بطريقة من شأنها أن تعرضها للاتهام بالانحياز لحماس، لا يزال يبدو غير وارد.

ورأت الشبكة الأميركية أنّ الظروف السياسية المشحونة هي أحد الأسباب التي تجعل من الصعب على نائبة الرئيس، كامالا هاريس، أن تهندس خرقاً مع "إسرائيل"، كإحدى خطواتها الأساسية الأولى في السياسة الخارجية إذا أصبحت رئيسة.

وفي الوقت نفسه، فإن الغضب بين التقدميين والناخبين العرب قد يهدد آمال هاريس في الانتخابات، ما يعني أن الدوافع التي دفعت الإدارة الأميركية إلى هذه الحلقة المفرغة لم تتغير، لذا، لا يمكن لواشنطن أن تستسلم، ويظل إنهاء الحرب أمراً ضرورياً بالنسبة إليها، فضلاً عن رغبتها الشديدة في منع امتداد الصراع الإقليمي.

واعتبرت الشبكة الأميركية أن الضغوط السياسية الشديدة التي يتعرض لها نتنياهو من عائلات الأسرى، لبذل المزيد من الجهد لإخراجهم، لم تصل إلى اللحظة الحرجة اللازمة للإطاحة به.

ونقلت "سي أن أن" عن العديد من المحللين قولهم إنّ نتنياهو يريد استمرار الحرب لتأجيل التحقيقات الحتمية حول كيفية وقوع أكبر هجوم ضدّ "إسرائيل" في عهده، كما أنه سيكون أكثر عرضة لتهم الاحتيال والرشوة والمحاكمات التي سيواجهها إذا كان خارج منصبه.

وقال المفوّض الأميركي السابق، آرون ديفيد ميلر، إن "الرقم الرئيس في ذهن نتنياهو ليس عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين يحتجون عليه في الشوارع، بل 64، وهو عدد المقاعد التي يسيطر عليها ائتلافه"، مضيفاً أنه "ليس هناك أي مؤشر على الإطلاق من جانب أي من الأحزاب على أن لديهم مصلحة في كسر هذا الائتلاف".

اقرأ أيضاً: رسائل أميركية لـ"إسرائيل": حاملات الطائرات لا يمكنها البقاء في المنطقة إلى الأبد

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك