العدوان على الضفة متواصل: الاحتلال يحاصر منازل الفلسطينيين.. والمقاومة تستمر في التصدي

الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة الغربية منذ نحو أسبوع، وخصوصاً جنين، حيث حاصر عدداً من المنازل، وسط استمرار المقاومة في التصدّي والاشتباك مع قواته.

0:00
  • آليات عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، خلال العدوان المتواصل الذي يشنه الاحتلال (أ ف ب)
    آليات عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، خلال العدوان المتواصل الذي يشنّه الاحتلال (أ ف ب)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ نحو أسبوع، عدوانه على الضفة الغربية، وخصوصاً جنين، حيث اقتحم عدة مناطق وداهم عدداً من المنازل وحاصرها.

وحاصرت قوات الاحتلال مبنى بلدية جنين، وأطلقت النار والقذائف تجاهه، محاولةً منع عقد مؤتمر صحافي داخله، بحسب ما أكده محافظ جنين، كمال أبو الرُّب.

كما حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفى الحكومي في مخيم جنين، حيث دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية، وفقاً لما نقلته مراسلة الميادين.

واقتحم الاحتلال بلدة اليامون، غربي مدينة جنين، حيث حاصر عدداً من المنازل وأطلق الرصاص تجاه أحد المنازل، بينما اعتقل صاحب واحد منها.

وفي حي الزهراء في جنين، حوّل الاحتلال منزلاً إلى ثكنة عسكرية.

في غضون ذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة كفر دان، غربي جنين. وأُصيب شاب في قرية كفر قود، غربي جنين أيضاً، برصاص الاحتلال، بحسب ما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني.

قوات الاحتلال تعيد اقتحام طولكرم

قوات الاحتلال أعادت اقتحام مدينة طولكرم، شمالي غربي الضفة الغربية، حيث سيّرت دوريات مكثّفة في شوارعها، وفقاً لما أوردته مراسلتنا.

وكما في جنين، حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى ثابت ثابت في طولكرم، تزامناً مع تجدّد الاقتحام، بينما أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها.

اعتقالات في الخليل ورام الله

في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، شنّ الاحتلال حملة اعتقالات، وهدم منزلاً في خربة قلقس، بحسب ما أفادت به مراسلة الميادين.

واقتحمت القوات الإسرائيلية الضاهرية، جنوبي الخليل، وفرضت حصاراً مشدّداً على المنطقة الجنوبية من محافظة الخليل.

كما اقتحمت رام الله، حيث شنّت حملة اعتقالات أيضاً، وكذلك مخيم عقبة جبر في أريحا، حيث أُصيب مسن فلسطيني برصاص الاحتلال.

ومنذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الخميس، اعتقل الاحتلال 16 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم الصحافي علي دار، وفتاة من رام الله، إلى جانب أسرى آخرين، في عمليات توزّعت على رام الله، الخليل، نابلس، أريحا والقدس المحتلة.

وبحسب ما ذكره نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، اعتقل الاحتلال أكثر من 195 شخصاً منذ بدء العدوان الأخير على الضفة الغربية، وفقاً للأرقام المسجّلة.

وفي ضوء استمرار العدوان على جنين، بالتوازي مع الاقتحامات في عدة مناطق أخرى، لا قدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية في المحافظة، علماً بأنّها تقدّر بالعشرات، كما أوضح النادي.

الفلسطينيون يشيّعون شهداء طوباس

بعد عدوانه على طوباس، شمالي شرقي الضفة الغربية، انسحب "جيش" الاحتلال من مخيم الفارعة، جنوبي المدينة، بينما شيّع الفلسطينيون الشهداء الـ5 الذين ارتقوا عند الفجر.

والشهداء هم: أحمد أبو دواس (24 عاماً)، محمد أبو جمعة (30 عاماً)، قصي عبد الرازق (26 عاماً)، محمد أبو زاغة (23 عاماً) ومحمد الزبيدي (21 عاماً)، وهو نجل الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبطال عملية "نفق الحرية". 

وزفّت سرايا القدس الشهداء الخمسة (أبو دواس، أبو جمعة وعبد الرازق من كتيبة طوباس؛ أبو زاغة والزبيدي من كتيبة طولكرم)، مؤكدةً أنّها "ستبقى ثابتةً على درب الجهاد والمقاومة، حتى التحرير والعودة".

وأُعلن الإضراب العام في محافظة طوباس، في إثر ارتقاء الشهداء الـ5 من جراء العدوان على مخيم الفارعة.

بينهم 8 أطفال.. 39 شهيداً في الضفة خلال أسبوع

أما بشأن حصيلة العدوان المستمر منذ الأربعاء الماضي على الضفة، فأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 39 شخصاً، وإصابة نحو 145 آخرين.

وتوزّع الشهداء على الشكل الآتي: 19 في جنين، 10 في طوباس، 7 في طولكرم و3 في الخليل، بينهم 8 أطفال ومسنّان، وفقاً للوزارة.

المقاومة تواصل التصدّي ضمن "رعب المخيمات"

بالتوازي مع استمرار العدوان، تواصل المقاومة التصدّي لقوات الاحتلال، حيث أعلنت كتيبة جنين في سرايا القدس تحقيق إصابات مباشرة في القوات والآليات الإسرائيلية في شارع نابلس في جنين، وفي محيط منزل محاصر في اليامون، بعد استهدافها بزخات من الرصاص والعبوات الناسفة.

كذلك، خاضت كتائب شهداء الأقصى اشتباكات ضارية، بالأسلحة الرشاشة، مع قوات الاحتلال المتوغلة في شارع نابلس وبلدة اليامون.

وفجّرت كتائب شهداء الأقصى عبوةً ناسفةً في ناقلة جند إسرائيلية في جنين، محقّقةً إصابةً مباشرة، ومواصلةً تصدّيها لـ"جيش" الاحتلال في كلّ محاور التوغّل في مدينة جنين ومخيمها. 

وخاضت كتيبة طولكرم في سرايا القدس معارك ضاريةً مع القوات الإسرائيلية عند محاور القتال في مخيم طولكرم، مستهدفةً إياها بزخات كثيفة من الرصاص.

  • صورة نشرها الإعلام الحربي لسرايا القدس - الضفة الغربية
    صورة نشرها الإعلام الحربي لسرايا القدس - الضفة الغربية

فصائل المقاومة: لتصعيد المقاومة والاشتباك على امتداد أرضنا المحتلة

لدى تعليقها على ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية، أكدت حركة حماس أنّ ما يقوم به الاحتلال "جرائم حرب تأتي ضمن حملة الإبادة التي تشنّها حكومة المتطرفين الإسرائيليين" ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، بهدف تهجيره عن أرضه وتصفية قضيته.

وشددت الحركة على أنّ هذه الجرائم لن تفلح في كسر إرادة الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيدةً بالمقاومين، ومثمّنةً حالة الاحتضان الشعبي التي يبديها الفلسطينيون للمقاومة ومشروعها.

بدورها، دانت حركة الجهاد الإسلامي استمرار الصمت العالمي والعربي إزاء المجازر الإسرائيلية، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتكبها في مخيم الفارعة، وأدت إلى ارتقاء الشهداء الـ6.

وأكدت الحركة أنّ تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن "جز العشب"، هي "اعتراف بممارسة عمليات الاغتيال والإعدام، وهي تضاف إلى سجله في ارتكاب جرائم حرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، المدافعين عن أرضهم ووجودهم وحقهم في المقاومة".

وشدّدت على أنّ الوقائع التي تكشف عنها ممارسات الاحتلال "تؤكد أنّ ما يقوم به من تدمير ممنهج للبنى التحتية، ومحاصرة المخيمات، يأتي في إطار مخطط لإجراء تغييرات سكانية في الضفة، ما يشكّل جريمة حرب جديدةً".

من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ الاغتيالات التي ينفّذها الاحتلال في الضفة الغربية، بالتوازي مع استهداف النازحين في خيامهم في قطاع غزة، "لن تمنح بنيامين نتنياهو وحكومته نصراً سياسياً أو عسكرياً".

وإذ شدّدت الجبهة على أنّ خيار الشعب الفلسطيني هو مواجهة العدوان المتواصل، والمقاومة بكلّ أشكالها، فإنّها أكدت وجوب "أن يتوقّع الاحتلال وأعوانه مزيداً من العمليات النوعية والموجعة".

أما لجان المقاومة في فلسطين فرأت أنّ عمليات الاغتيال هذه "تعبّر عن الإفلاس الإسرائيلي في مواجهة المقاومين"، داعيةً الشعب الفلسطيني إلى "مزيد من المواجهة وتصعيد المقاومة والاشتباك، على امتداد أرضنا المحتلة، حتى دحر العدوان".

وطالبت حركة المجاهدين الفلسطينية شعوب الأمة "بتجاوز حالة العجز والخذلان، والتحرّك الضاغط نصرةً للشعب الفلسطيني، الذي يقاتل في الجبهة الأمامية" ضدّ الاحتلال الذي يستهدف الأمة بكلّ مقدّراتها ومكوّناتها.

اقرأ أيضاً: معركة "رعب المخيمات" في الضفة الغربية مستمرة.. والمقاومة توثق تنفيذها عملياتٍ نوعية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك