بعد أيام على إضراب العاملين.. توقف بث تلفزيون لبنان الرسمي

توقّف بثّ تلفزيون لبنان الرسمي في ظلّ استمرار إضراب الموظفين، ومستشار وزير الإعلام اللبناني يؤكد أنّ التلفزيون سيستأنف بثّه.

  • توقف بث تلفزيون لبنان الرسمي
    توقّف بثّ تلفزيون لبنان الرسمي

توقّف بث تلفزيون لبنان الرسمي، اليوم الجمعة، بعد أيام على الإضراب الشامل الذي ينفّذه الموظفون اعتراضاً على تردي أوضاعهم ورواتبهم، بفعل التضخم وانهيار العملة المحلية.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أنّ وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد مكاري، قرّر "إقفال تلفزيون لبنان، هذا الصباح، بسبب المشاكل التي يعاني منها منذ مدّة، منها الرواتب، ورفض الموظفين الاستمرار بعملهم رغم المحاولات العديدة لإيجاد حلول".

وفي السياق، كتب مكاري عبر موقع "إكس": "يتم الترويج لعدّة أخبار مغلوطة نُسبت إلى مكتبي، تدّعي اتّخاذي قراراً بإغلاق تلفزيون لبنان بشكلٍ نهائي، وهو أمر عارٍ من الصحة".

وأضاف أنّ قرار تجميد البثّ، جاء حرصاً على المال العام، في ظلّ إصرار نقيبة مستخدمي "تلفزيون لبنان" ميرنا الشدياق الحديثة العهد في العمل النقابي، على وقف بثّ البرامج.

مستشار وزير الإعلام اللبناني: تلفزيون لبنان سيستأنف بثّه

وأكّد مستشار وزير الإعلام اللبناني، مصباح العلي، أنّ استمرار إضراب الموظفين، حتّم إيقاف بث التلفزيون الرسمي، لأنّه يكلّف خزينة الدولة أموالاً كبيرة، قائلاً إنّه "بمجرد عودة الموظفين إلى عملهم سيعود البثّ مباشرة".

ونفى المسؤول اللبناني الأنباء التي تردّدت بشأن قرار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد مكاري، بإغلاق تلفزيون لبنان. وتابع: "من المستحيل أن يغلق وزير الإعلام، تلفزيون لبنان؛ لأنّه المدافع الأول عن هذه المؤسسة العريقة".

وأوضح العلي، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، أنّ البث التلفزيوني سيستأنف مباشرةً، عند عودة الموظفين إلى عملهم.

كذلك، أوضح العلي أنّ "إعلان نقابة موظفي تلفزيون لبنان الإضراب المفتوح، نظراً لمطالب تتعلق بالمستحقات المالية، وعزوف الموظفين عن العمل، حتّم علينا إيقاف البث، لأنّه يكلّف خزينة الدولة أموالاً طائلة، وآلاف الدولارات؛ إضافةً إلى المحروقات، التي تُشغّل مصادر الطاقة (المولدات الكهربائية)".

وتابع: "المستحقات المالية تمّ صرفها من قبل وزارة المال، وتمّ تنفيذ جميع الطلبات؛ ولكن النقابة باسم العاملين، قرّرت الاستمرار بالإضراب".

قرار وقف البث كان صادماً

وعلّقت الإعلامية ومقدّمة البرامج في "تلفزيون لبنان"، أريج خطّار، على ما جرى قائلة: "استيقظنا على خبر مؤسف.. إطفاء شاشة تلفزيون لبنان.. هذه الشاشة التي جمعت الجميع بألوانهم تحت رايتها، لم يستطِع أحد حمايتها، وهذا مؤشر على أنّ التلفزيون يشهد أسوأ أيامه".

وأوضحت خطّار أنّ "قرار وقف البث كان صادماً لجميع الموظفين والمواطنين اللبنانيين؛ ولم يأتِ بقرار خطي، وإنما شفهي من الوزير مكاري، تناقلته وسائل الإعلام".

وقالت: "السبب في قرار الإقفال يعود إلى استمرار إضراب الموظفين، الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية المتراكمة، أسوةً بجميع العاملين في الدولة". وأوضحت أنّ "الراتب الشهري للموظف في تلفزيون لبنان لا يتجاوز 70 دولاراً أميركياً؛ أي أنه لا يكفي لتغطية تكاليف المواصلات، لبضعة أيام".

كذلك، أبدت خطّار استغرابها من التوجّه إلى إيقاف البثّ، وعدم البحث عن حلول بديلة؛ معتبرةً أنّ "تأمين وزارة المال مستحقات الأشهر الثلاثة السابقة، هو إجحاف بحق العاملين؛ ولا يمكن لهم أن يتنازلوا عن حقوقهم، التي تجاوزت العام".

وخلال الأسبوع الماضي، استمرّ التلفزيون في بثّ الموسيقى الكلاسيكية، على مدار الساعة، فيما استفاق اللبنانيون، صباح اليوم الجمعة، على ظهور شارة التوقّف عن البث.

ويعد تلفزيون لبنان الرسمي من أقدم التلفزيونات في العالم العربي والشرق الأوسط. ويعود تأسيسه إلى فترة نهاية الخمسينيات، وكان في البداية مملوكاً لشركتين خاصتين بالكامل، قبل أن يتم عام 1978، دمجه كشركة مختلطة، مناصفة بين القطاعين العام والخاص، إلى أن استحوذت الدولة على أسهم القطاع الخاص عام 1996؛ ويبقى منذ ذلك التاريخ مملوكاً للدولة، بشكلٍ كامل. ويملك في أرشيفه آلاف التسجيلات النادرة لسياسيين وفنيين، منذ حقبة الستينيات لغاية اليوم.

اخترنا لك