• 

أثار وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، زياد مكاري، غضباً سعودياً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تصريح تطرّق فيه "للحرية في دولة يحكمها رجل واحد".

وجاء حديث مكاري خلال مقابلة على قناة الجديد، في معرض ردّه على حديث الإعلامية اللبنانية في قناة "العربية"، ميسون نويهض، حول أن السعودية "لديها رؤية ومشروع 2030، في حين أن لبنان يعاني من غياب المشروع".

وقال مكاري إنّ "السيدة ميسون، إذا كانت تعمل في بلد ما، وأنا لا أريد التطرّق لهذا الأمر، ولكن إذا كان هناك بلد يحكمه حاكم واحد، وهذا الحاكم لا يستطيع أحد أن ينتقده، فكيف يكون في هذا البلد حرية؟".

ردود أفعال

وفي مقابل ذلك، اعتبر مغرّدون سعوديون حديث مكاري تلميحاً واضحاً عن السعودية وعدّوه "تدخلاً في الشأن السعودي، وانتقاداً مباشراً لولي العهد محمد بن سلمان".

ووصف مغردون هذا الكلام بأنه "مسيء للسعودية ومسيء للعلاقات الثنائية بين البلدين"، كما ذكّر بعض السعوديين بعدد اللبنانيين العاملين في الدولة الخليجية الغنية، وأنّ كلام مكاري يضعهم في موقف صعب.

تخيلوا أن وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري يقول أن السعودية فيها حاكم واحد ومافيها حرية وجالس يقارننا بالحرية الموجودة في لبنان

طبعاً كلامه رداً على الإعلامية @mnabou بعد ما ذكرت إن السعودية عندها رؤية وتقدم ولبنان مافيها حرية إعلامية ولا رؤية …

كلامه تجاه السعودية لايقل سوءاً… pic.twitter.com/GEVCZuLxH1

— Haifa | هيفاء السديري (@Haifa1x1) July 26, 2023

ولكنّ مغرّدين لبنانيين وعرب رفضوا التهجّم على الوزير اللبناني، مؤكدين أنه "لم يقم بتسمية الدولة التي وصفها بأنها دولة حكم الرجل الواحد"، وأنه "تكلّم بشكل عام ولم يتطرّق إلى موضوع السعودية".

تغريدة غير موفقة اخ نضال
فالوزير مكاري لم يأتي على ذكر اي دولة بالاسم واتى حديثه في سياق عام عن الحريات في العالم
لماذا نجلده ونقوله ما لم يقله؟!!!
ثانيآ الوزير فرنجية لا يتبرأ من اصدقائه حتى لو أخطئوا بغض النظر عن موقفه الواضح من جميع الدول العربية..تحياتي

— ربيع بونعمة (@RabihBouNehme1) July 28, 2023

وسبق أن انتقد سعوديون مكاري، عقب تعيينه وزيراً، بسبب كون حسابه على تويتر "حافل بالتغريدات المسيئة للسعودية" على حدّ زعمهم، من بينها تغريدات انتقدت اعتقال مواطنين لبنانيين، وأخرى أدانت قتل المعارض السعودي جمال الخاشقجي.

وكانت أزمة دبلوماسية كبرى بين لبنان والدول الخليجية، اندلعت مع وزير الإعلام السابق جورج قرداحي عام 2021، الذي استقال من الحكومة اللبنانية بعد ضغط شديد داخلي وخارجي عليه، بسبب نشر موقفه من الحرب على اليمن خلال مقابلة مصوّرة سبقت استلامه لمنصبه الوزاري.

ووصف قرداحي يومها الحرب على اليمن بالعبثية، مما استتبع ردود فعل سعودية غاضبة، وسحباً للسفراء وقطعاً للعلاقات، تبعت الرياض فيه معظم العواصم الخليجية، وجعلت الوزير قرداحي يقدّم استقالته من الحكومة، مبرّراً ذلك بمصلحة الشعب اللبناني العليا، وعلى أثر ذلك أعادت الرياض وحلفاؤها علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان.