بن جدو لمؤتمر "عملية الحقيقة الجديدة" في كوبا: لتكتلٍ عالمي يجمع إعلام الأحرار

رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، غسّان بن جدّو، يؤكّد تاريخية مؤتمر "عملية الحقيقة الجديدة" في كوبا، ويعتبره فرصةً لتشكيل تكتلٍ عالمي لإعلام الأحرار ورافضي الظلم، مركزاً على التطورات الجارية في غزة، والمواجهة الجماعية في معركة انعتاقٍ تاريخية.

  • رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين غسان بن جدو موجهاً تحية للاعلام الحر في العالم عبر مؤتمر
    رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، غسّان بن جدّو، متحدثاً لمؤتمر "عملية الحقيقة" في العاصمة الكوبية هافانا

وجّه رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية، غسّان بن جدّو، رسالةً إلى مؤتمر "عملية الحقيقة الجديدة"، والمنعقد في العاصمة الكوبية هافانا، أكّد فيها "أنّنا أمام منعطف استراتيجي دولي تاريخي، هنا على أرضنا، حيث تخوض الإنسانية الحرة، وليس فقط الفلسطينون أو الأمة العربية، معركة بداية الانعتاق من سطوة أقطابٍ دولية تمثل مافيا سياسية أمنية وعسكرية واقتصادية وثقافية وإعلامية".

وأضاف بن جدّو أنّ هذه المافيا يسمونها المجتمع الدولي، أو النظام العالمي، تحت ستار عولمة مغشوشة، ومؤسسات دولية ضعيفة ومتواطئة، مؤكّداً أنّها "تعمل على النهب والقتل، وتحتل وتشوه وتكذب وتحتال على البشرية والفقراء والكادحين والمؤمنين".

ومُشدّداً على أهمية هذه المعركة، قال بن جدّو: "هنا انتصار فلسطين، بالتزامن مع انتصار روسيا على مؤامرة إضعافها وتقسيمها، وانتصار الصين على خطط إنهاكها وتحييدها، وانتصار فنزويلا على حرب الاقتصاد والانقلابات في الداخل والخارج، وانتصار إيران على عدوان الحصار والتشويه الشامل، وانتصار كوبا الثورة بكرامتها ونخوتها وصمودها، وفعلها اليومي، هو انكسار فعلي لهذه المافيا الإمبريالية المتجددة". 

وفي رسالته لهذا المؤتمر، توجّه بن جدو بالشكر إلى، لويس أنريكي غونزاليس، رئيس وكالة "برنسا لاتينا"، منظمة المؤتمر، موجهاً تحية الإعلام الحر، والنضال التحرري، والأممية الإنسانية، ومُشيداً باستحضار المؤتمر "للتاريخ الكفاحي الكوبي الثوري العظيم، في زمن قيادة الثورة التاريخية، ورمزها التاريخي الأممي فيدال كاسترو".

وأشار بن جدو إلى أنّ "عملية الحقيقة في ذاتها كانت اقتحاماً شجاعاً منه، لأخطبوط الإعلام الأميركي والغرب الإمبريالي، عندما كانت الثورة الكوبية تتعرض منذ بذرتها الأولى ولحظة انتصارها، لحصارٍ إعلامي ملؤه التحريض والتشويه والتشهير بالثورة وشعبها وقيادتها".

وأكّد أنّ المؤتمر هذا العام تاريخي، وأنّ الزمن يعيد نفسه، موضحاً أنّنا "أمام ثورةٍ راسخة صامدة، وشعبٍ عظيم صابر، وقيادة شجاعة اقتحامية"، ومُشيراً إلى أنّها أيضاً تحيةُ حبٍ وافتخار من المنطقة العربية إلى الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، كما أنّها تحيةٌ لجيل الثورة المكافح والمنتصر والباني، مع الزعيم، راؤول كاسترو.

كما أشار إلى استحقاق "كوبا الثورة"، بشعبها الصامد، الإسناد الحقيقي والعملي منّا ومن كل أحرار العالم، ولا سيما نحن الجماعة الإعلامية الحرّة التحرّرية العالمية كواجبٍ ودور، لإيماننا بالاندماج في الحركة التاريخية المناصرة للشعوب المحاصرة والمكافحة، لكون ذلك "انحياز طبيعي إلى حركة التاريخ".

ولفت بن جدو إلى أنّ الإنسانية تعيش حالياً واحدة من أقسى معارك الحرية والصمود والانعتاق من الظلم والعنصرية والاحتلال المتوحش الذي يجري في فلسطين حالياً، حيث تشهد غزة عدواناً إسرائيلياً مدعوماً من قوى  الاستكبار العالمي، بساديةٍ وخداع، واصفاً إياها بأنها "أكبر مذبحةٍ للأطفال في الدنيا، وعن عمدٍ وسابق تصميم، وعلى قواعد عقائدية صهيونية تقتل بتلذذ وتقوم بتصفية عرقية بكل وعي وإدراك".

وبخصوص العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، أضاف أنّنا "نتحدث عن كيانٍ احتلالي عنصري توسعي، يسحق شعباً كاملاً، بحجّة مواجهة الإرهاب، زيفاً وكذباً وخداعاً، وهو يقوم بقتل شعبٍ أعزل"، مُضيفاً أنّ هذا الكيان يواجه في المقابل مقاومةً حرة وشريفة تكافح من أجل إنسانيتها واستقلالها وتحررها.

وأعلن بن جدو عن رفضه القبول تحت أي عنوانٍ أو مبرر، ما يجري في غزّة وفلسطين، قائلاً إنّه "لا يمكن القبول باستمرار هذه الحرب العدوانية المتوحشة"، واصفاً هذه الجريمة بأنّها "جريمة ضد الانسانية وكاملة الأوصاف".

وفيما شدّد بن جدو على أنه لا يمكن للإعلام أن يسكت أو يتردد أو حتى يكتفي بقول كلمةٍ عابرة، أكّد قائلاً: "نحن نعيش احتكاراً وهيمنةً لهذه المافيا وأذرعها الإعلامية"، ليُشدّد على أنّه في مقابل ذلك "نعيش يقظةً جماهيرية عالمية، تكاد تكون غير مسبوقة".

وفي السياق، عرّج بن جدو على توقيف الاحتلال الإسرائيلي نشاط قناة الميادين في فلسطين المحتلة، وقال "لقد قرر وصادق الكابينت على حجب نشاط شبكة الميادين كلياً في فلسطين"، مشيراً إلى أنّ هذا القرار العدواني على الإعلام العامل بمهنية، اتخذه "كابينيت" الحرب الإسرائيلي، الذي اعتبر أنّ "الميادين تهدد أمن كيانه القومي، وتشكل خطراً كبيراً عليه"، مؤكّداً استمرار القناة في مشروعها الإعلامي بكفاحٍ وثبات وتوازن ومهنية.

واعتبر بن جدو أنّ هذه اللحظة تاريخية، وأنّها فرصة لتشكيل "تكتلٍ عالمي لإعلام الأحرار ورافضي الظلم والعنصرية والهيمنة"، مشدّداً على وجوب التحالف لكسر احتكار السرديات وفرض رواياتٍ أحادية على الرأي العام، ووجوب العمل لجعل الدفاع عن "الإنسانية قيمةً راسخة في الإعلام".

ودعا إلى "التحلّي بشجاعة الاقتحام"، وذكلك على غرار شجاعة دولة جنوب أفريقيا التي أحالت إسرائيل على محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتحاق المكسيك وتشيلي في مسار محاكمة هذا الكيان، مُذكّراً أنّ هذه الشجاعة تأتي بعد أن كان كيان الاحتلال "يعتبر نفسه أكبر محمية أميركية غربية رغماً عن كل الدنيا، ولا يتجرأ عليه أحدٌ في العالم".

وفي الختام، كشف رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين أنّ القناة تًعد لملتقى إعلامي في الشرق الأوسط، بالتعاون والتنسيق مع بعض وسائل الإعلام الصديقة، ينبثق عنه تكتلٌ اعلاميٌ متجددٌ في خدمة الإنسانية، ولكسر الأحادية، آملاً لـ"برنسا لاتينا" مزيداً من الإشعاع، ولكوبا الخير والنصر.

وكانت مديرة الميادين إسبانيول، وفيقة إبراهيم، قد تحدثت في برنامج "المشهدية"، عن مضمون رسالة شبكة الميادين، في هذا المؤتمر، والتي قالت إنّها رسالة "دعوة وتحية للإعلام الحر في هذا العالم". 

وتجدر الإشارة إلى أنّ فكرة هذا المؤتمر كانت قد تأسّست عام 1960، وهي وليدة الزعيم الأممي الراحل، فيدال كاسترو، والتي جسّدها الثائر الأممي، أرنستو تشي غيفارا.

ومن أهداف مؤتمر "عملية الحقيقة الجديدة"، كشف التزييف، وحملات التشويه الإعلامية المعادية للثورة الكوبية، ولنشر حقيقة وأصالة وصدق الثورة، حيث استضاف مئات الصحافيين والإعلاميين في كوبا لكي يتلمّسوا حقيقة الثورة الكوبية وإشعاعها.

ويهدف مؤتمر "عملية الحقيقة" الجديدة هذا العام إلى التوسّع ليشمل مناطق أخرى من العالم، حيث سيشارك صنّاع رأيٍ وصحافيين من أكثر من ثلاثين دولة.

ويُشار إلى أنّ هذا الملتقى الإعلامي نظمته وكالة "برنسا لاتينا" ذائعة الصيت عالمياً، وشاركت في تنظيمه شبكة الميادين الإعلامية.

اقرأ أيضاً: كوبا - فلسطين "معيار الذهب".. والنموذج المختلف للعلاقات الدولية

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك