تحت ضغط الانقسام الغربي بشأن تمويل الحرب.. واشنطن تقترح الاستدانة لدعم أوكرانيا

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تؤكد أنّ الولايات المتحدة الأميركية اقترحت آلية جديدة لدعم أوكرانيا مالياً وتغطية تكاليف الحرب، تقوم على الاستدانة بضمان الأرباح المستقبلية الناتجة من أصول الدولة الروسية التي جمّدتها الدول الغربية.

  • تزايد المخاوف الأوكرانية من توقف الدعم الأميركي وما يعنيه ذلك من هزيمة في الحرب (رويترز)
    تزايد المخاوف الأوكرانية من توقف الدعم الأميركي وما يعنيه ذلك من هزيمة في الحرب (رويترز)

أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ الولايات المتحدة الأميركية اقترحت جمع عشرات المليارات من اليورو من الديون لأوكرانيا، بضمان الأرباح المستقبلية الناتجة من أصول الدولة الروسية التي جمّدتها الدول الغربية.

وقالت الصحيفة في تقريرٍ، نشرته الجمعة، إنّ مجموعة الدول السبع الكبرى "انقسمت حول ما يجب فعله بالأصول الروسية التي علقها الغرب، والتي تبلغ قيمتها  260 مليار يورو".

وأوضحت "فايننشال تايمز" أنّ واشنطن أيّدت فكرة مصادرة الاحتياطيات بأكملها وتسليمها إلى أوكرانيا، مشيرةً إلى أنّ  المسؤولين الأوروبيين يخشون أن تنتهك هذه الفكرة القانون الدولي وتزعزع استقرار الأسواق المالية، حيث تفضّل دول الاتحاد الأوروبي منح كييف فقط الأرباح الناتجة من الأصول الأساسية.

لكن مسألة استخدام الاحتياطيات الروسية لمساعدة كييف أصبحت - بحسب الصحيفة - أكثر إلحاحاً في الأشهر الأخيرة، مع دخول الحرب عامها الثالث، وتعليق المساعدات الأميركية الإضافية لأوكرانيا في الكونغرس.

ومن المقرر أن يناقش وزراء مالية مجموعة الدول السبع الاقتراح، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، الأسبوع المقبل، وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاقتصاد الدولي، ديليب سينغ، إنّ الهدف سيكون التوصل إلى قرار بشأن هذه المسألة في القمة السنوية لزعماء مجموعة السبع في حزيران/يونيو المقبل.

"أوكرانيا تخاطر بخسارة الحرب والسلام"

وفي سياق متصل، ذكرت مجلّة "Responsible Statecraft" الإلكترونية، التابعة لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أطلق تحذيره الأكثر وضوحاً حتى الآن بشأن الحاجة إلى مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة.

ونقلت المجلة عن زيلينسكي قوله: "من المهم أن نخاطب الكونغرس على وجه التحديد. إذا لم يساعد الكونغرس أوكرانيا، فسوف تخسر الحرب".

وفي مقالة تحليلية للكاتب الأميركي كونور إيكولز، قالت المجلة إن الكونغرس لا يستمع إلى زيلينسكي، لسوء حظ الأخير، مشيرةً إلى أنّ رئيس مجلس النواب مايك جونسون على وشك فقدان السيطرة على المجلس بسبب الخلافات العميقة بين الجمهوريين بشأن المساعدات لأوكرانيا، وبسبب ذلك، قد لا يتمكن مجلس النواب من إقرار أي شيء لبقية العام.

وأكدت المجلة أنّ ما يزيد الوضع تعقيداً هو الفساد في أوكرانيا الذي أدى إلى التلاعب في أسعار بعض العناصر التي اشترتها وزارة الدفاع الأوكرانية. ونقلت عن صحيفة "وول ستريت جورنال" قولها إنّ "الفساد متأصل بعمق في قطاع الدفاع في أوكرانيا منذ زمنٍ طويل، حيث يقوم المصنعون بشكل روتيني برشوة المسؤولين لشراء المعدات بأسعار مبالغ فيها".

وختمت المجلة بالتأكيد أنّ كل ذلك يترك أوكرانيا في أضعف موقف لها منذ الأسابيع الأولى للحرب. ومن دون مساعدات جديدة، تخاطر كييف بالخسارة على أرض المعركة وعلى طاولة المفاوضات، مع احتفاظ موسكو بتفوق واضح في كل المجالات.

اقرأ أيضاً: مساعدو بايدن يرجحون خسارة كييف للنزاع في حال توقف المساعدات الأميركية

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك