صدّ هجمات وإعادة تموضع.. ماذا في تطورات جبهتي لوغانسك وخيرسون؟

القوات المسلّحة الروسية تعرقل تقدم القوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه خيرسون، وتجبرها على إعادة تموضعها تحت وطأة الخسارة.

  • صدّ هجمات وإعادة تموضع.. ماذا في تطورات جبهتي لوغانسك وخيرسون؟
    صدّ هجمات وإعادة تموضع.. ماذا في تطورات جبهتي لوغانسك وخيرسون؟

عبرت القوات المسلحة الأوكرانية حدود جمهورية لوغانسك، وثبتت مواقعها في مدينة ليسيتشانسك بعد السيطرة عليها، وفق ما صرح به الناطق باسم القوات المسلحة للجمهورية الشعبية أندريه ماروتشكو.

يبدو أنّ الهجوم الأوكراني، بعد السيطرة على ليمان، تطوّر في اتجاه كرمينايا شرقاً، وسفاتوفا إلى الشمال الشرقي.

تكتيكياً، تحاول القوات المهاجمة الالتفاف حول كريمينايا وقطع طريق إمداد القوات الروسية. أمّا في اتجاه سفاتوفا، فعملت القوات الأوكرانية على تعزيز تموضعها من دون المباشرة في خطوات هجومية فعلية، والتي من المنتظر أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة في اتجاه سفاتوفا - كريمينايا.

وفي اتجاه خيرسون، تحركت وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية، ليل الـ 2 من تشرين الأول/أوكتوبر، وأحرزت تقدماً في منطقة دوتشاني، إلاّ أنّها تعرضت لضربات جوية ومدفعية روسية محكمة عرقلت تقدمها. وخلال النهار، حاولت قوة مؤلفة من 3 كتائب مدرَّعة أوكرانية التقدم، فتكبّدت خسائر فادحة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً. لذا، لم يتبقَّ أمام تلك القوات المهاجمة مساحة واسعة للمناورة. 

ومساء الـ 3 من تشرين الأول/أكتوبر، أوقفت القوات الأوكرانية هجومها، وانشغلت بإعادة التموضع، وسحب عشرات القتلى والجرحى من أرض المعركة، إلّا أنّ من المتوقع أن يُستأنف الهجوم على خيرسون مجدداً، إذ إنّ معلومات الرصد والاستطلاع تفيد بنقل كميات كبيرة من الدعم اللوجستي والمعدات الغربية من أوديسا من أجل دعم القوات الأوكرانية المهاجمة في اتجاه خيرسون.

وسُجِّلت محاولة تقدم أوكرانية ثانية في خيرسون في محيط دوفيدوفا برودا، لكنّ القوات المهاجمة اضطرّت إلى التراجع تحت وطأة الخسارة.

القوات الروسية تصدّ الهجمات الأوكرانية في خاركوف

من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية صدّ جميع الهجمات الأوكرانية على محوري نيكولايفسك وأندرييفسك. وبلغت خسائر القوات الأوكرانية المهاجمة في محيط كوبيانسك - دفوريتشنايا وكوريلوفكا في ضواحي مقاطعة خاركوف وحدها، خلال أيام السبت والأحد والإثنين الماضية، ما يزيد على 500 قتيل و60 آلية.   

وفي السياق، أشارت مصادر مطلّعة على تسريبات الكرملين إلى أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعطى أوامره بتعزيز الجبهات بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية.

وتدلّ المؤشرات على أنّ حقبة استخدام المعدات العسكرية السوفياتية القديمة في العملية العسكرية الخاصة ولّت، وسيقاتل الجنود الروس بمعداتهم وآلياتهم الحديثة المطوّرة. وهذا التحول يشكّل خطراً بالغاً على القوات المسلحة الأوكرانية، بحيث ستدخل كتائب قتالية تكتيكية تكنولوجية الخدمةَ على طول خط المواجهة والتماس.

وأشار المصدر إلى أنّ الرئيس بوتين اتخذ هذا القرار بعد نتائج الاستفتاء الشعبي والرسائل المؤشّرة على عدم وجود نية أو إمكان لتدخل "الناتو" المباشر في مجريات مسرح العمليات الميدانية للأزمة في أوكرانيا. فالغرب، بحسب تصريحات مسؤوليه، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمحاولة جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة، الأمر الذي لا يرغب فيه أحد.

ويشير المصدر إلى أنّه سيكون "هناك تحول مصيري ظاهر، الأمر الذي كان من المفترض أن يحدث خلال شهر شباط/فبراير الماضي مع بداية العملية العسكرية".

بدورها، أفادت المعلومات المسربة من مصادر الأركان الأوكرانية بأنّ قائد الأركان العامة المسلحة، الفريق زالوجني، "أبلغ رئيسه زيلينسكي إمكان حدوث خرق روسي في اتجاه نيكولايف وأوديسا".

تجربة الأسابيع الأخيرة من المعارك تؤكد أنّ الأركان الأوكرانية تم تزويدها بالمعلومات الاستخبارية العسكرية من صور أقمار صناعية وداتا مسيّرات وتنصّت تديرها مجموعات خبراء من دول "الناتو".

والواضح أنّ القوات الأوكرانية المسلحة، بكل هذا الكمّ من المعلومات، تركز ضرباتها على الأماكن الضعيفة في الدفاعات الروسية. أمّا في الأماكن التي تواجهها القوات الروسية بمقاومة فهي تتكبد خسائر فادحة. 

ونتيجة لمعارك الأيام الثلاثة الماضية، بلغ عمق توغل القوات الأوكرانية في بعض نقاط الخرق 30 كلم، حدّاً أقصى، لكن تلك المناطق تبقى رمادية الطابع، بسبب عدم تمكن القوات المهاجمة من تثبيت مواقعها وإنشاء تحصينات مانعة. أمّا مجموعة تشكيلات القوات الأوكرانية المسلحة في جوار نهر الدنيبر، فيمكن أن تقع في فخ الحصار بعد الخطوات المقبلة التي ستتخذها القيادة الروسية، والتي من الممكن أن تغيّر موازين القوى في مسرح العمليات.

عملياً، بعد استكمال إجراءات انضمام الأقاليم الأربعة في الدوما والمجلس الفدرالي، أصبحت روسيا في حالة حرب عليها معلَنة من جانب أوكرانيا. ويُتوقع أن توجه القيادة الروسية إنذاراً أخيراً إلى كييف قبل قلب المشهد، والقيام بخطوة تتجاوز قرار بدء عملية عسكرية خاصة. فالوقت البديل عن الضائع، والذي تستغله كييف، بات ينفد.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك