ما خيارات أطراف الحرب الأوكرانية والتوقعات بعد الأحداث الأخيرة؟

أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيام معدودة للاستفادة من آخر الفرص في التقدّم على محوري خاركوف وزاباروجيا.

  • الفرص تتضائل أمام القوات المسلحة الأوكرانية في تحقيق إنجازات إضافية (أ ف ب)
    الفرص تتضائل أمام القوات المسلحة الأوكرانية في تحقيق إنجازات إضافية (أ ف ب)

يبدو أنّ الفرص تتضائل أمام القوات المسلحة الأوكرانية في تحقيق إنجازات إضافية، بعد الخرق النسبي في اتجاه محاور خاركوف-إيزيوم، فالخريف قد أطلّ بظلاله، وما هي إلا أيام وتتساقط أوراق الشجر، ليبدأ موسم هطول المطر وتتحول حقول وسهول خيرسون وزاباروجيا ولوغانسك ودونيتسك إلى أراض موحلة يصعّب عبور الدبابات الأوكرانية، والمعدات الثقيلة القادمة من الغرب عبرها. ومع حلول الشتاء، يبدأ الجليد بتغطية تلك المناطق ليتحدد التوقيت الذي ستتقدم فيه القوات الروسية الجديدة المجهزة إلى الجبهات كافة.

يبقى أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيام معدودة للاستفادة من آخر الفرص، ومحاولة التقدم على محوري خاركوف وزاباروجيا. ففي محاور خاركوف، من المتوقع حصول هجوم أوكراني من ناحية كوبينسك بالالتفاف حول سد مياه أسكول، مع تنفيذ عملية تسلل خاطفة في اتجاه كراسني ليمان، بهدف الوصول إلى مكان تموضع خلفية تشكيلات القوات الروسية المرابطة في ليمان، ومحاولة السيطرة على المربع الواقع شمال شرق إيزيوم، بما فيه منطقة بلدة سفاتوفا السكنية.

مصادر الرصد والاستطلاع المحلية المراقبة تُفيد بأنّ القوات الأوكرانية تحشد تشكيلاتها، وتزجّ بما لديها من معدات وجنود في هذا الاتجاه.

إلا أنّ الضربات الصاروخية الروسية التي هطلت زخاتها في محيط خاركوف وضواحيها، كانت كابوساً على رأس تلك القوات، وأخرجت قسماً كبيراً منها من الخدمة، قبل وصول طلائعها إلى الجبهات.

الجدير بالذكر أنّ القوات الروسية المرابطة في محاور ليمان حققت تقدماً وإنجازاً تكتيكياً، وأرغمت القوات الأوكرانية المهاجمة على التراجع عن محيط مدينة كراسني ليمان، وأعادتها إلى خط سيفيرسكودونيتس.

وعملت القوات الروسية، خلال اليومين الماضيين، على تدمير حاجز سد مياه بيتشينيجسكوي شرقي خاركوف لتعويم قنوات سيفيرسكودونيتس، وهذا الإجراء نفذته القوات الروسية في محاور الجبهة الجنوبية من قبل. لذلك، المتوقع أن تستمر الضربات الروسية المكثفة على خاركوف وعلى سد المياه المذكور.

الهجوم الأوكراني الثاني المتوقع هو في اتجاه وسط جبهة زباروجيا من أوريخوفا في إتجاه توكماك وتشيرنيغوفكا وكامينكا، في سعي للوصول إلى بريمورسك وبريديانسك على ضفاف البحر الأسود، والالتفاف والتسلل في اتجاه الجنوب الغربي، والسيطرة على عقد المواصلات ما بين ميليتوبول ونيجنيسيرغوزي.

تهدف خطة الأركان الأوكرانية من خلف الهجوم على هذا المحور أولاً: لإفشال إجراء الاستفتاء في مقاطعة زاباروجيا، ولتحقيق ذلك عليها بالحد الأدنى توجيه ضربة قاسمة لتموضع وسيطرة القوات الروسية، والوصول إلى ميليتوبول وبريديانسك، وفصل القوات الروسية والحليفة إلى قسمين، وبعدها محاولة الالتفاف إلى مناطق خلف تموضع تشكيلات القوات الروسية والحليفة، وضرب عصفورين بحجر واحد، أي تحقيق خرق في خيرسون وفي زاباروجيا في آن معاً.

مع العلم أنّه في الوقت الراهن، عجزت القوات الأوكرانية عن تنفيذ هجوم ناجح على محاور جبهة خيرسون-نيكولايف، فقد دمرت القوات الروسية بضرباتها الصاروخية سَدّي مياه، وخلقت عائقاً جغرافياً إضافياً. محاولتا التقدم الأوكراني والاستطلاع بالنار وتفحّص الدفاعات الروسية، خلال الأيام القليلة الماضية، انتهتا بتكبّد القوات المهاجمة خسائر فادحة.

لذلك، يرى المراقبون العسكريون أنّ إمكانية حصول اختراق أو هجوم في هذا الاتجاه، قد يكون حصراً عن طريق تسلل قوات خاصة بمجموعات صغيرة. ويبدو أنّ القوات المسلحة الروسية واعية وجاهزة لهذا الاحتمال.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك