معركة ماكرون الصعبة في الجولة الثانية ومهمة غزو ناخبي اليسار

المعادلة معقَّدة بالنسبة إلى إيمانويل ماكرون. فنسبة الأصوات، التي حصل عليها، ليست حاسمة، ومارين لوبان في وضع أفضل مما كانت عليه قبل خمسة أعوام، بحسب أستاذ العلوم السياسية برونو كوتريس.

  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
    الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

على الرغم من الاحتفال الصاخب بتأهل إيمانويل ماكرون للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ومن إعلانات أطراف سياسية في اليمين واليسار التصويت له في الدورة الثانية، يعلم الرئيس بأن اللعبة تعد بأن تكون أكثر صعوبة، وأن الحذر  سيد الموقف، بحيث لا يجب التغاضي عن خطر منافسته مارين لوبان.

المعادلة معقَّدة بالنسبة إلى إيمانويل ماكرون. فنسبة الأصوات، التي حصل عليها ليست حاسمة، ومارين لوبان في وضع أفضل مما كانت عليه قبل خمسة أعوام، بحسب أستاذ العلوم السياسية برونو كوتريس. فمرشحة التجمع الوطني المتطرف حصلت على نسبة 23.15% من الأصوات بزيادة نقطتين عن انتخابات عام 2017. وفوق كل شيء، لديها احتياطي أكبر من الأصوات، بعد دعوة إريك زمور (7.05%) ونيكولاس دوبون آيجنان (2.06%) مؤيديهما إلى التصويت لمصلحتها في المرحلة النهائية في الجولة الثانية. هذا ليس كل شيء، لأنّه، بالرغم من دعوة جان لوك ميلينشون ناخبيه إلى عدم إعطاء أي صوت للوبان، قال 30% من هؤلاء إنّهم مستعدون للتصويت لمرشح اليمين المتطرف، وفقاً لاستطلاع أجرته شركة Ipsos-Sopra Steria بعد الجولة الأولى.

لم تعد تُجدي "شيطنة" مارين لوبان

لمواجهة مارين لوبان، بدأ ماكرون التخطيط لتحريك الرأي العام عبر جولات ميدانية مكثَّفة، وخصوصاً في المناطق التي يقع فيها التماس مع جمهور مارين لوبان، وكذلك المناطق، بحيث فاز جان لوك ميلونشون بنسبة كبيرة من الأصوات. 

لم تعد هناك فعالية  لـ"شيطنة" مارين لوبان. وبحسب أحد زعماء الأغلبية النيابية التابعة لحزب ماكرون، فإنّ "وراء الشيطنة بعداً أخلاقياً. ومع ذلك، يجب أن نُظهر الوجه الحقيقي لمارين لوبان"، مضيفاً: "كانت مخطئة في كل شيء. كانت مؤيدة لبوتين، وحزبها مموَّل من روسيا. كانت ضد تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، وضد لقاح RNA، وضد التطعيم".

تواصُل مع الناخبين اليساريين

الرهانات كبيرة. هي مسألة فرض الذات في قلب جمهور الناخبين على اليسار، وخصوصاً جان لوك ميلينشون. وبحسب وزير الدولة لشؤون أوروبا، كليمان بون، فإن "هناك تطورات اجتماعية في مشروعنا، يجب أن نشرح للناخبين اليساريين أن التزامنا الاجتماعي موثوق به"، بينما يقول نائب من حزب ماكرون، هو بيير بيرسون، إنّه "سيتعين علينا توسيع طيفنا للتحدث إلى الناخبين اليساريين. يجب أن نتحدث إلى الطبقات العاملة".

وفي هذا السياق، اتخذ إيمانويل ماكرون خطوة ذات معنى، موضحاً أنّه مستعد "لإكمال مشروعه"، وأنّه يريد "التوسع على نحو لا لبس فيه". وقال، غداة الانتخابات: "أحافظ على توجهنا، لكنني أتأكد من التوسع عندما يرسل الشبّان رسالة عن البيئة، أو غيرهم بشأن القوة الشرائية"، مصيفاً أنّه "مستعد للمضي قدماً في إصلاح نظام التقاعد، وتحديده عند سن 64 عاماً بدلاً من 65 عاماً". 

هذه الإيحاءات بالتغيير لن تكون مؤثّرة في ناخبي اليسار، فلقد عبّر 34 من أنصار ميلينشون عن استعدادهم للتصويت لماكرون، من دون أن يعني ذلك أن هذه النسبة قابلة للارتفاع، بل على العكس، إذ غالباً ما تطغى مشاعر الخصومة مع ماكرون على مشاعر الخوف من مارين لوبان.

في جو من الأزمات التي تعيشها أوروبا على وقع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتداعيات وباء كورونا، تشهد فرنسا انتخابات رئاسية في 10 و 24 نيسان/أبريل 2022، فهل يعاد انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية ثانية، أم نرى رئيساً جديداً في قصر الإليزيه؟

اخترنا لك