من "مسافة صفر" في الضفة الغربية.. خيري حنون يواجه الاحتلال دون سلاح

خيري حنون الذي يواجه آليات الاحتلال بعلمه وجسده ويسري "نبض الضفة" في أوردته، يطمئن إلى أن هذا النبض سيتسع ويزداد من نابلس وجنين إلى المخيمات ورام الله حتى الخليل، وكرة النار والنضال تكبر يوماً بعد يوم".

0:00
  • من
    خيري حنون من "مسافة صفر" في الضفة (غرافيك: زينب ترمس)

هاجس الضفة الغربية يؤرق المحتل على الدوام.. فكلّ توقّعات قادة "جيش" الاحتلال والإعلام الإسرائيلي تصبّ في إطار التأهّب وتجهيز الفرق تحسّباً لما سيجري هناك.

وفي تصاعد سريع، شهد عمل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تطوّراً نوعياً وبارزاً بعد ملحمة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عبر التوسّع في استخدام العبوات الناسفة التي باتت تمثّل هاجساً للاحتلال، حتى أصبحت أحد أهم الأسلحة التي تمتلكها المقاومة في المواجهة.

خوف من تطوّر المقاومة في الضفة

ما يجري في الضفة، جعل العدو يتوجّس، وذلك ما عبّر عنه الإعلام الإسرائيلي، خشية من عملية "لبننة الميدان" في الضفة الغربية، التي تذكّرهم بقتال حزب الله واستخدامه العبوات الناسفة في التسعينيات من القرن الماضي أثناء احتلال جنوب لبنان.

نوعية المقاومة في الضفة وتطوّر الأدوات وتشكيل كتائب عابرة للتنظيمات، انتقل بالضفة إلى مرحلة جديدة عزّزتها عملية "طوفان الأقصى" التي وحّدت الانتماء للسلاح.

المقاومة الشعبية.. تحرّكات ونضالات 

إلى جانب المقاومة العسكرية المسلحة لا بدّ من الحديث عن "المقاومة الشعبية" في الضفة الغربية، حيث شهدت الضفة خلال سنين الاحتلال الطويلة تحرّكات ونضالات مستمرة في هذا الإطار، من تحرّكات ولقاءات واعتصامات رافضة للاحتلال وممارساته.

في الأيام الماضية نقلت الفضائيات صوراً للأسير المحرّر والناشط خيري حنون، وهو يواجه دبابات وآليات الاحتلال في الضفة بعلم فلسطين، كخطوة نضالية تعكس صمود الفلسطيني في أرضه وتمسّكه بها، حيث كان للميادين نت لقاء خاص معه.

من الشجاعة أن أموت على أرض المعركة!

خيري حنون، أسير فلسطيني سابق (تحرّر عام 2020) من بلدة عنبتا في طولكرم، عمره ناهز الـ 65، "يقاتل" بحنجرته، يقارع المحتل برفع علمه الوطني، يتحدّى جنوداً مدجّجين وهو أعزل إلّا من كوفيته وعلمه، أمام آليات المحتل في مشهدٍ ينبّه الغافلين حول العالم.

اقرأ أيضاً: معركة "رعب المخيمات" في الضفة الغربية مستمرة.. والمقاومة توثّق تنفيذها عملياتٍ نوعية

في حديث ناصر للميادين نت، يقول: "هذا هو الفلسطيني الذي يقف أمام المحتل بإرادته، رغم أنه أعزل"، وعندما نسأله ألا تخشى شرّ المحتل يجيب: " أؤمن أن عمري عند ربّ العالمين، ومن الشجاعة أن أقضي على أرض المعركة".

  • تعرّض الأسير المحرر للاعتقال والضرب على يد جنود الاحتلال
    تعرّض الأسير المحرّر للاعتقال والضرب على يد جنود الاحتلال

الرجل الذي يسري "نبض الضفة" في أوردته، يطمئن إلى أن هذا النبض سيتسع ويزداد من نابلس وجنين إلى المخيمات ورام الله حتى الخليل، وكرة النار والنضال تكبر يوماً بعد يوم".

من "مسافة صفر"

"هؤلاء الشبّان لن يرضخوا"، يقول حنون، هم يعلمون أن هذا المحتل لا يفهم سوى لغة القوة، ابن حزب "البعث العربي الاشتراكي"، يردف "الظـلم يقوى بالخنوع ويطول بالسكوت، فما دمت غافلاً عن الظلم تذوّق الذل والمرارة".

هو لا يهاب الاحتلال، يقف من "مسافة الصفر" أمام المحتل، يلبس هندام الأجداد، وهي رمزية يحافظ عليها.

يحلو للرجل أن يعرّف عن نفسه بتوصيف "عضو في المقاومة الشعبية"، فالجميع يعرف ما لها من أهمية، خاصة عندما يدبّ الرعب في جنود الاحتلال، فيضطر إلى سحب قوات كبيرة من غزة، لتعزيز وجوده في الضفة الغربية.

أقول شكراً لجبهات الإسناد في العراق واليمن وسوريا وإيران، فقد أثبت هذا المحور أنه فعّال وهام

يعوّل ناصر في حديثه لـ الميادين نت، على عنصر الشباب قائلاً "مارس الاحتلال بعد الرعب الذي دبّ في الكيان في إثر عملية طوفان الأقصى، أعتى أنواع القتل والوحشية، مرتكباً المجازر والفظاعات. من هنا برز عنصر الشباب الفلسطيني الرافض للاستسلام، الذي لا يقبل الهوان، وهو رمز للأمل والانتصار المقبل في غزة والضفة وكل فلسطين".

  • حنون عضو في المقاومة الشعبية وناشط عريق
    حنون عضو في المقاومة الشعبية وناشط عريق

حنون: لن ننسى تضحيات حزب الله

الفلسطيني المزهو بما يسطّره مقاومو غزة من مآثر ويجترحونه من معجزات، مؤمن بمقولة إن "المقاومة هي أعمق أنواع الحب"،  يرفع التحية من ابن الضفة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان و"لجيش السيد حسن نصر الله"، كما سمّاه.

"هؤلاء الأبطال وقفوا معنا ومع القضية الفلسطينية منذ البداية وحتى النهاية، حتى النصر"، يضيف حنون، "الشرفاء في فلسطين، لن ينسوا هذا الموقف".

ويردف قائلاً: "صدق السيد نصر الله في دعوته لمساندة غزة على طريق القدس، فقد زاد هذا في معنوياتنا، ونحن لن ننسى مصداقية الأحرار من الناس الجليلة مع الربّ وخلقه".

المناضل خيري حون مؤمن بمقولة إن "المقاومة هي أعمق أنواع الحب"

ويضيف: "أقول أيضاً شكراً لجبهات الإسناد في العراق واليمن وسوريا وإيران، فقد أثبت هذا المحور أنه فعّال، وأدى دوره في دعم المقاومة في غزة قلباً وقالباً، والتحمت الدماء حتى تحرير القدس".

ويعقّب بكلّ عزم  "أقول للأحرار والشرفاء هذه صورة صمود الفلسطيني بعد 76 عاماً  من القتل والتشريد والدمار، لن تسقط الراية ولن نرحل من أرضنا،  نحن منغرسون كأشجار الزيتون نقف ونستمع إلى نشيد موطني".

حنون الذي استشهد ابن شقيقته رجائي السبعة مؤخراً في "مخيم نور شمس"، يختم معبّراً على طريقته: "الدماء التي سالت على أرضنا في فلسطين ولبنان ودول المحور هي الوحيدة التي ستحيي الضمير العربي والعالمي الصامت المتفرّج".

اخترنا لك