"الغارديان": كيف غيّر ترامب ديكور البيت الأبيض؟
يشهد ديكور البيت الأبيض تجديداً شاملاً ومتواصلاً خلال فترة ولاية الرئيس الثانية، ويبرز لون واحد فقط.
-
"الغارديان": الذهب يزيّن المكتب البيضاوي في عهد ترامب
صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً يتناول تغييرات ديكور المكتب البيضاوي خلال رئاسة دونالد ترامب، مركّزاً على الأسلوب الشخصي الفخم والمبهرج الذي أدخله ترامب على المكتب البيضاوي، ويبرز الجدل حول هذه التغييرات مقارنة بالرؤساء السابقين، ويعرض كيف دمج ترامب ذوقه الشخصي في ديكور مركز السلطة التنفيذية الأميركية.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
خلال 7 أشهر استثنائية فقط، تركت إدارة دونالد ترامب بصمةً لا مثيل لها في البلاد. من إعادة صياغة قواعد التجارة الحرّة إلى قلب معايير الإجراءات القانونية الواجبة رأساً على عقب وتحدّي المبادئ العلمية التقليدية، لم يبقَ أيّ ركن من أركان البلاد من دون مساس، بما في ذلك مركز سلطة الرئيس نفسه: المكتب البيضاوي.
واستناداً إلى مسيرته المهنية السابقة كمطوّر عقاري ومالك فنادق، أضاف الرئيس، على حدّ تعبيره، بعض "لمسات ترامب" الخاصة على ديكور المكتب. وقد انقسمت الآراء حول هذا الأمر، إذ وصف البعض المكتب المُجدّد بأنه رمز العصر الذهبي الجديد للولايات المتحدة، في حين شبّهه آخرون بغرفة ملابس المصارعين المحترفين.
وخلال جولة له في المكتب البيضاوي في آذار/مارس، سُئل ترامب من قِبل مُذيع قناة "فوكس نيوز" عن بعض التفاصيل الجديدة المتعلّقة بالذهب. فوصف الغرفة بأنها بحاجة إلى "قليل من الحياة"، ثم شرح صعوبة جعل الطلاء الذهبي يبدو وكأنه ذهب. إلّا أنّ هذه العقبة الواضحة لم تمنع الرئيس من مواصلة أعمال الترميم. فعلى مدار الأشهر التالية، تزايدت وتيرة "الطلاء بالذهب"، بحيث تمّ طلاء السقف وإطارات الأبواب والمدفأة بالذهب. حتى تماثيل الكروبيم المنحوتة داخل إطارات الأبواب طُليت بالذهب.
ومنذ تولّي إدارة ترامب زمام السلطة، تضاعف عدد الكؤوس الذهبية والمزهريات التي تغطي رفّ الموقد، وأصبحت هناك اليوم قواعد أكواب ذهبية تحمل اسم ترامب. وقال متحدّث باسم البيت الأبيض لشبكة "فوكس نيوز" إنّ الذهب، "ذا الجودة العالية"، تمّ دفع ثمنه بالكامل من قبل ترامب شخصياً.
-
ضاعف ترامب عدد اللوحات المعروضة بحيث زُيّنت الجدران بنحو 20 صورة لرؤساء سابقين.
إضافة إلى ذلك، ضاعف ترامب عدد اللوحات المعروضة، بحيث زُيّنت الجدران بنحو 20 صورة لرؤساء سابقين. في حين لم يعرض سلفه، جو بايدن، سوى 6 لوحات على الجدران. أما باراك أوباما، فقد عرض صوراً لرئيسين سابقين فقط. كما يحتوي المكتب على صور لعائلة ترامب، ونسخة من إعلان الاستقلال، وهدايا من الزوّار والمهنّئين - بما في ذلك كأس العالم للأندية لكرة القدم، التي قدّمها رئيس المنظمة إلى ترامب. وقد تمّ التواصل مع البيت الأبيض للتعليق، لكنّ مساعدي الرئيس صرّحوا لوسائل الإعلام الأميركية في وقت سابق بأنّ كلّ إضافة جاءت بتوجيه منه. وللمساعدة في هذا المشروع، أفادت التقارير بأنّ ترامب استعان بـ"رجل الذهب" الخاصّ به.
وتُشير التقارير إلى أنّ جون إيكارت، صانع خزائن يبلغ من العمر 70 عاماً من فلوريدا، سافر إلى واشنطن على متن طائرة الرئاسة الأميركية لتزويد البيت الأبيض باللمسات الزخرفية التي أدخلها على قصر ترامب في "بالم بيتش"، بمنتجع "مار إيه لاغو". ودفعت النقوش المذهّبة التي أضافها إيكارت إلى الغرفة السكرتيرة الصحافية الخاصة في البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى وصفها بأنها "مكتب ذهبي للعصر الذهبي". في حين كان آخرون أكثر انتقاداً. فقد شبّه الموسيقي جاك وايت المكتب بغرفة ملابس المصارعين، واصفاً إياه بـ"المبتذل" و"المبهرج".
من جهته، أشار المراسل جون كيغان إلى أنّ الميداليات الزخرفية التي تُزيّن جدران المكتب تشبه إلى حدّ كبير "الإكسسوارات ذات الطلاء الرغوي" المتوفّرة في موقع التجارة الإلكترونية الصيني "علي بابا" مقابل دولار واحد فقط للقطعة.
-
المكتب البيضاوي في عام 2022
ومن المعروف أنّ القطع الأثرية الذهبية المنتشرة على رفّ الموقد لها تاريخ عريق. إذ تنتمي إلى مجموعة البيت الأبيض الخاصة، وتشمل آلة صنع النبيذ فرنسية من القرن الـ19، وجراراً مذهّبة أُهديت للرئيس جيمس مونرو، وقطعاً فضية تعود إلى عهد إدارة أيزنهاور. ويُقال إنّ أسلوب ترامب مستوحى من قاعة المرايا في قصر "فرساي"، وقد سبق أن تفاخر بأنّ قاعة الرقص في منزله في فلوريدا صُمّمت على غرار القصر الفرنسي.
بإدخاله هذه التغييرات على المكتب البيضاوي، وضع ترامب نفسه ضمن تقليد عريق، بحيث يُجري كلّ ساكن في البيت الأبيض تعديلات على ديكوراته بما يناسب ذوقه، بما في ذلك الأثاث الجديد وورق الجدران والسجاد. إلّا أنّ أياً من الرؤساء السابقين لم يقم بنقل جماليات منزله السابق إلى واشنطن.
خلال السنة الأخيرة من رئاسته، سُئل أوباما عن القطعة الفنية أو الغرض الأكثر أهمية بالنسبة له في المكتب البيضاوي. فأشار إلى السجادة تحت قدميه. فقد تمّ صنعها يدوياً خصيصاً له في "ميشيغان استوديو"، ويبلغ عرضها نحو 10 أمتار، وقد زُيّن محيطها بأقوال لقادة أميركيين، منهم أبراهام لينكولن وجون إف كينيدي وثيودور روزفلت. وكان من بينها أحد أقوال مارتن لوثر كينغ التي قيل إن أوباما كان يحبها أكثر من غيرها: "إن قوس الكون الأخلاقي طويل، ولكنه ينحني نحو العدالة".
وبعد بضعة أشهر، ومع بدء انتقال ترامب إلى البيت الأبيض وتحوّل الرواية الأميركية المتعرّجة إلى منعطف غير متوقّع، تمّ التخلّص من سجادة أوباما الثمينة، واستبدالها بغطاء أرضي مع لمسة ذهبية.
نقلته إلى العربية: زينب منعم.