"Responsible Statecraft": الهجوم الإسرائيلي على الحُديدة يزيد عزم اليمنيين

إنّ الضربات الإسرائيلية على الحديدة تدفع اليمنيين إلى شنّ المزيد من الهجمات على "إسرائيل".

0:00
  • "Responsible Statecraft": الاعتداء الإسرائيلي على الحديدة يزيد عزم اليمنيين

موقع "Responsible Statecraft" ينشر مقالاً للكاتب دانييل لاريسون، يتحدّث فيه عن تأثير الهجمات الإسرائيلية والغربية على اليمنيين وعزمهم على المضي قدماً في دعمهم لغزّة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

هاجمت القوات الإسرائيلية "البنية التحتية المدنية الحيوية" في ميناء الحديدة في اليمن يوم السبت رداً على غارة شنّها الحوثيون بطائرة من دون طيار انفجرت فوق "تل أبيب"، وفقاً لمنظّمة "مواطنة"، وهي منظّمة يمنية مستقلة رائدة في مجال حقوق الإنسان.

وزعم "الجيش" الإسرائيلي أنّه ضرب "أهدافاً عسكرية"، لكنّ منظّمة "مواطنة" اليمنية المستقلة الرائدة في مجال حقوق الإنسان، أكّدت أنّ الضربات ألحقت أضراراً جسيمة بالمنشآت النفطية وخزّانات الوقود ورصيف الميناء والرافعات، وكلّها ضرورية لتزويد السكان المدنيين في شمال اليمن بالكثير من احتياجاتهم.

وقالت المنظّمة أيضاً إنّ الغارات دمّرت محطة الطاقة المركزية التي توفّر الطاقة للمدينة بأكملها. وتقول حكومة صنعاء، إنّ الغارات قتلت ما لا يقل عن 6 أشخاص وأصابت العشرات.

وعلّق الباحث في الشؤون اليمنية، نيك برومفيلد، على اختيار الإسرائيليين للأهداف قائلاً إنّ "الهجوم الإسرائيلي كان على مخزن نفط في الحديدة، ولم يكن على مركز يخفي فيه الحوثيون أسلحة، وأفضل ما أستطيع قوله هو أن إسرائيل تستهدف عمداً البنية التحتية المدنية الحيوية في حد ذاتها".

واستخدمت القوات الإسرائيلية في هجومها على اليمن، التكتيكات نفسها التي استخدمتها لإحداث تأثير مدمّر في غزة. ويمثّل الردّ الإسرائيلي تصعيداً كبيراً ضد الحوثيين الذين أطلقوا طائرات من دون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية بعد بدء الحرب على غزة.

وقد كان للهجمات اليمنية أثرها: فقد أصبح ميناء "إيلات" الإسرائيلي مفلساً الآن، وأنفقت البحرية الأميركية أكثر من مليار دولار من الموارد لاعتراض أسلحة الحوثيين الأقل تكلفة بكثير في البحر الأحمر.

ومثل حملة القصف الأميركية البريطانية غير الفعّالة ضد الحوثيين التي بدأت في كانون الثاني/يناير، فإنّ هذه الضربات الإسرائيلية تصب في مصلحة الحوثيين.  إذ يشكّل الصراع المباشر مع كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" دفعة كبيرة للمكانة السياسية الداخلية للحوثيين، كما أدّت معارضتهم للحرب في غزة إلى رفع مكانتهم الدولية.

وبالإضافة إلى كونها ردّ فعل غير متناسب على هجوم الطائرات من دون طيار، يبدو من المؤكد أنّ الضربات على الحديدة تدفع الحوثيين إلى شنّ المزيد من الهجمات على "إسرائيل".

وكانت الحديدة هدفاً متكرّراً للغارات الجوّية التي شنّها التحالف السعودي قبل دخول هدنة عام 2022 حيّز التنفيذ، لكن هذا لم يفعل شيئاً لوقف هجمات الحوثيين على أهداف في السعودية والإمارات.

ووفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإنّ "الجيش" الإسرائيلي يعلم أنّ ضرب اليمن من غير المرجّح أن يردع الحوثيين عن إطلاق المزيد من الطائرات من دون طيار والصواريخ. إنّ التصعيد ضدّ الحوثيين لن يجعل "إسرائيل" أكثر أمناً، لكنه سيزيد من الضغط على موارد "إسرائيل" لأنه يجعل المنطقة أقرب إلى حرب أوسع نطاقاً. وطالما استمرت الولايات المتحدة في دعم حرب "إسرائيل" في غزة وشنّ حملتها العسكرية في اليمن، فإنّ الولايات المتحدة معرّضة لخطر كبير بالتورّط في تلك الحرب الواسعة.

والضرر الوحيد الذي تسبّبه مثل هذه الضربات هو على الشعب اليمني من خلال استهداف نقطة الدخول الرئيسية للغذاء في بلد يستورد أكثر من 70% من إمداداته الغذائية و90% من القمح.

إنّ الضربات الإسرائيلية في اليمن ستجعل من الصعب على إدارة بايدن التظاهر بأنّ هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر لا علاقة لها بالحرب في غزة. تريد الإدارة الأميركية إبقاء هذه الصراعات في صناديق منفصلة للحفاظ على الوهم بأنّها منعت الحرب في غزة من زعزعة استقرار المنطقة، لكن من الواضح أنّ جميعها مترابطة، وليس من مصلحة أحد أن يتجاهل هذه الحقيقة.

وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية لهجمات الحوثيين على السفن وتلك الموجّهة ضد "إسرائيل"، فيجب عليها ممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حملتها في غزة. إنّ الحرب في غزة هي المحرّك الرئيسي لكلّ هذه الصراعات، ولن يتمّ حلّ أيّ منها بنجاح قبل التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار الذي يخنق الشعب الفلسطيني هناك.

على أقل تقدير، يجب على الولايات المتحدة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتجنّب أي تصعيد إضافي ضدّ دول أخرى في المنطقة. ويتطلّب هذا، بين أمور أخرى، إيصال رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عندما يأتي إلى واشنطن هذا الأسبوع مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تنقذه إذا ذهب إلى الحرب في لبنان. ولا تستطيع المنطقة أن تتحمّل المزيد من الصراعات، ويتعيّن على الولايات المتحدة أن تتوقّف عن تأجيج الصراعات القائمة بالمزيد من الأسلحة والدعم.

نقلته إلى العربية: بتول دياب