"أسوشييتد برس": "إسرائيل" توجّه ضربات قوية على لبنان لكن نصرها بعيد المنال

تستخدم "إسرائيل" الضربات الجوية لمحاولة إجبار حزب الله على التراجع، لكن القوة الجوية الإسرائيلية لها حدودها.

0:00
  • قصف جوّي إسرائيلي على بلدة زيتا جنوب لبنان
    قصف جوّي إسرائيلي على بلدة زيتا جنوب لبنان

وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية نشرت مقالاً تتحدث فيه عن هجوم "إسرائيل" الإلكتروني على لبنان، والهجوم واسع النطاق على قراه وبلداته الجنوبية والبقاعية، وخطط الاحتلال لشنّ هجوم برّي.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

لقد قتلت القنابل المخبّأة في أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة للحزب العشرات من الناس وأصابت الآلاف بجروح، وكان العديد منهم من أعضاء حزب الله. وأدّت غارة إسرائيلية في بيروت إلى مقتل أحد كبار قادتها. كما قصفت "إسرائيل" ما قالت إنّه 1600 موقع للمسلحين في أجزاء كبيرة من لبنان، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد الآلاف.

وتقول "إسرائيل" إنّ هدفها هو تأمين الحدود حتى يتمكّن عشرات الآلاف من الناس الذين فرّوا تحت نيران حزب الله قبل عام تقريباً من العودة إلى ديارهم. ولكن، من غير الواضح ما إذا كانت عملياتها الأخيرة ستحقق ذلك.

وقال الكاتب الصحفي ناداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنّه "لا أحد، سواء داخل المؤسسة الدفاعية أو خارجها، لديه أي فكرة عن كيفية ترجمة هذه الإنجازات العملياتية الرائعة إلى فائدة سياسية، إلى نصر حقيقي من شأنه أن يوقف الحرب في الشمال"، مؤكداً أنّ "ما دام حزب الله يحتفظ بأي قوة نيران، فلن تتمكن الحدود الشمالية من العودة إلى وضعها الطبيعي".

وبدأ حزب الله إطلاق النار على "إسرائيل" في 8 أكتوبر 2023، وكان هدفه المعلن هو مساندة غزّة. وقال إنه سيوقف الهجمات إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، والأخير أمر يبدو مستبعداً على نحو متزايد.

ويقول الخبراء إنّ حزب الله قادر على تحمّل الضربات الإسرائيلية، ومن المرجح أنّه يحتفظ بأسلحته الأكثر فعالية في الاحتياطي.

لقد بدأ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، وحملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا في عام 2011، والحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في عام 2014، كلها بضربات جوية ضخمة أضاءت السماء. وفي كل حالة، استمرت الحرب لأشهر أو سنوات، ولعبت القوات البرية دوراً حاسماً.

بدأت حرب "إسرائيل" ضد حماس في غزة بثلاثة أسابيع تقريباً من الضربات الجوية المكثّفة، تلاها غزو بري كامل النطاق. وبعد مرور ما يقرب من عام، لا تزال "حماس" تقاوم وتحتجز العشرات من الأسرى.

مع حزب الله، تبنّت "إسرائيل" حتى الآن أهدافاً أضيق؛ ليس نزع سلاح التنظيم أو هزيمته، إنما ترتيب جديد ينسحب فيه من الحدود ويوقف هجماته. ولكن، حتى هذا قد لا يكون ممكناً من دون غزو بري.

وقد تفاخر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ الغارات التي شنّت يوم الاثنين وحدها نجحت في تدمير عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله. ولكن، حتى لو كان تقييم غالانت صحيحاً، فإن حزب الله لا تزال لديه موارد كبيرة. ومن المرجح أن يحتفظ حزب الله بأسلحته الأكثر تطوراً كاحتياطي في سعيه إلى تجنب إشعال حرب شاملة.

وحزب الله يعد أكثر تقدماً عسكرياً من حماس. كما أنّ حزب الله لديه منطقة أكبر بكثير للعمل فيها، وخطوط إمداد واسعة تربطه بشكل أكثر مباشرة بإيران، وشبكات أنفاق ربما تكون أكثر اتساعاً من تلك الموجودة في غزة.

وفي حالة الغزو البري، يمكن أن ينضم إلى مقاتلي حزب الله آلاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران من العراق واليمن وأماكن أخرى في المنطقة. وحتى لو كان الهدف هو مجرد إنشاء منطقة عازلة لتأمين الشمال بشكل أفضل، فإن المخاطر كبيرة، فالغزو البري يعني المزيد من الضحايا والقتال المطول للجنود والاحتياط الذين سئموا بالفعل من عام من الحرب في غزة. وأجبر حزب الله "إسرائيل" على الانسحاب في آخر مرة حاولت احتلال أجزاء من لبنان.

لقد واجهت "إسرائيل" بالفعل غضباً دولياً بسبب الحرب في غزة، بما في ذلك التحقيقات الجارية من قبل المحاكم الدولية العليا، وهي تخاطر بعزلة أكبر إذا شنّت حملة مماثلة في لبنان.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.