"هآرتس": تعالَوا نقصف لاهاي!

لاهاي ومحاكمها هي أسوأ أعداء "إسرائيل" والشعب اليهودي، ولم يعد هناك خيار آخر غير قصفها للتهرب من قراراتها.

0:00
  • بنيامين نتنياهو

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً للكاتب بي مخائيل، يتحدث فيه بسخرية عن أنّ "إسرائيل" لم يعد أمامها إلا قصف لاهاي، من أجل التخلص من قراراتها ضد قادتها. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

يبدو أنّه لم يعد هناك مفرّ: يجب قصف لاهاي لمسح كل أعشاش القضاة الذين يعششون هناك عن وجه الأرض.

فبعد كل شيء، لم يعد هناك أي شك في أنّ لاهاي ومحاكمها هي أسوأ أعداء "إسرائيل" والشعب اليهودي. إنهم يكشفون حقيقة "إسرائيل"، ويوبخوننا في وجوهنا! من هذا الذي يقول الحقيقة في وجه شخص كهذا؟ أين الأدب، أين؟ أين اللباقات؟ أين الاعتداد؟

لا يمكن التغلّب على هذا الكلام البغيض من دون قنابل. لذلك، من الضروري قصف كل من محكمة العدل والمحكمة الجنائية، على الفور. 

سبق أن عانينا مرتين من ضربة ذراع المحكمتين، وليس هناك شك في أنّ المرة الثالثة في الطريق، إذ إنّ أوامر الاعتقال تكاد تطبع. وصحيح أنّها تطبع فقط لنتنياهو وغالانت، لكن أوامر إضافية ربما ستلحق سموتريتش، وربما لقائد سلاح الجو، وربما لرؤساء "الإدارة المدنية".

في النهاية، إنّها أيضاً مسألة تقاليد، فهذه هي طريقة "إسرائيل" والإسرائيليين في التعامل مع أي مشكلة: تنفيذ ضربة خاطفة بعصا، وليس لدى "إسرائيل" أي أداة أخرى. فالعصا أسرع وأسهل كثيراً من الأدوات الأخرى. والعصا قد تتمثل بنزاع. 

من الواضح أنّ إنزال عصا بلاهاي يتطلب إعداداً دقيقاً. ومع ذلك، فإنّ هذا الهدف يبعد نحو 3 آلاف كيلومتر عن "إسرائيل"، أكثر حتّى من اليمن.

لحسن حظنا، علمنا مؤخراً بأنّه يجوز قتل 100 مدني بريء إذا كانت هناك فرصة إصابة مطلوب واحد. ووفقاً لخبراء الأخلاق العسكرية، هذا ضرر جانبي مقبول لا يتطلب اهتماماً خاصاً، أو، لا سمح الله، أي حساب.

وبما أنّ لاهاي الكبرى يعمل فيها 33 قاضياً دولياً (18 في محكمة العدل و15 في المحكمة الجنائية)، وفقاً لحسابات الجيش الإسرائيلي المذكورة أعلاه، فإنّ قتل 3300 مواطن هولندي سيكون بالتأكيد في إطار الأضرار الجانبية المعقولة. وبالفعل، ما هو عدد 3300 من الهولنديين القتلى مقارنة بالدفاع عن "إسرائيل"، وربما إنقاذ الشعب اليهودي بأكمله؟

وعندما تنتهي العملية، سيُعلَن أنّ عملية نجحت فيما يفوق التوقعات: "تم تفجير جميع القضاة على النحو المطلوب، وتم تدمير جميع الأهداف، بما في ذلك 37 مركز قانون دولي، وعدد من مواد القانون الدولي المعادي للسامية". وسنقول إنّ الذين قُتلوا عم مخربون لم يطيعوا المنشورات التي نشرها سلاح الجو، والتي أمرت سكان لاهاي بالتحرك غرباً، شرقاً، شمالاً، جنوباً، وهكذا دواليك"!!!

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.