"إيل باييس" الإسبانية عن البابا: يتهمونني بالهرطقة.. هناك مخاطر علي اقتحامها

صحيفة "إيل باييس" الإسبانية تقول إن البابا فرانسيس "لم يتحدث إلى الصحافة ووسائل الإعلام طوال 15 شهراً"، وتضيف أن "زيارته إلى العراق أثارت بعض ردود الفعل غير الطيبة داخل الكنيسة".

  •  البابا فرانسيس

خلال عودته من العراق إلى روما، عقد البابا فرانسيس، على متن طائرته الخاصة ندوة صحافية مع ثلة من الصحافيين الذين رافقوه في الرحلة والإياب، دافع خلالها عن فوائد زيارته التي قام بها إلى العراق واستغرقت ثلاثة أيام، ولقائه مع المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني.

وفي تقريرها قالت يومية "إيل باييس" الإسبانية إن البابا فرانسيس لم يتحدث إلى الصحافة ووسائل الإعلام طوال 15 شهراً، منذ آخر حديث له قبيل وباء كورونا، وإن زيارته إلى العراق "التي مد فيها جسور الحوار مع الإسلام" أثارت بعض ردود الفعل غير الطيبة داخل الكنيسة وتسببت في هجوم على شخص البابا. 

وبحسب الصحيفة، فإن البابا قال في رد على أسئلة الصحافيين بهذا الخصوص، على ارتفاع 38 ألف قدم فوق سوريا، إنه "في الكثير من المرات يتعين المجازفة من أجل اتخاذ مثل هذه الخطوة. هناك انتقادات بأن البابا ليس جريئاً، وغير واع، ويقوم بخطوات منافية للعقيدة الكاثوليكية، ويقف على بعد خطوة واحدة من الهرطقة. إنها مجازفات، غير أنها قرارات يتم اتخاذها في إطار الحوار، وطلب النصيحة. إنها ليس عملاً متهوراً". 

وتشير الصحيفة، في مقال كتبه مراسلها دانييل فيردو، إلى أنه "من المعالم الرئيسية لزيارة البابا تلك الزيارة التي قام بها إلى الزعيم الشيعي العراقي، آية الله العظمى علي السيستاني. لقد كان لقاء تاريخي في بيت الزعيم الديني المسلم، وضع أسس اتفاق جديد مشابه لذاك الذي حصل قبل عامين مع الإمام الطيب أحمد الطيب شيخ الأزهر، زعيم الجناح السني للإسلام".  

وعلق البابا على توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع شيخ الأزهر "تلك الوثيقة تم التحضير لها في سرية طوال ستة أشهر قضيناها في الصلاة والتفكير والتصحيح. لقد كانت خطوة أولى، وستكون هناك خطوات أخرى، لأن ذلك مهم للأخوة الإنسانية". 

كما تضيف الصحيفة قولها على لسان البابا، بأن زيارة آية الله السيستاني كانت "رسالة عالمية".

ونقلت عن البابا قوله: "لقد شعرت بالواجب تجاه هذا الحج الإيماني وهذه التوبة، عبر الذهاب لمقابلة عالِم، رجل من أهل الله. بمجرد الإنصات إليه تشعر بهذا. إنه شخص لديه الحكمة والفطنة، ولقد قال لي إنه طوال 10 سنوات لم يستقبل أشخاصاً بدوافع سياسية أو ثقافية، فقط بدوافع دينية. لقد كان شديد التقدير خلال اللقاء، ولقد شعرت بنوع من التشريف. إنه لا يقف أبداً خلال تحية الوداع، ولكنه توقف لي مرتين لتحيتي. إنه رجل متواضع وعالم، وبالنسبة لي فقد أثر ذلك اللقاء علي روحياً. لقد كان بمثابة نور". 

وتقول الصحيفة، إن "نجاح الزيارة إلى العراق والأمل في أن ينزاح وباء كورونا خلال الشهرين المقبلين بعد حملات التلقيح، يدعوان إلى التفكير في الأجندة الدولية المقبلة للبابا. وقد أكد خلال الندوة أن المحطة المقبلة ستكون هنغاريا، لكن ليس بدعوة من البلد أو من رئيسها، بل لحضور القداس، مع وعد بزيارة لبنان قريباً". 

وتتابع الصحيفة: واحدة من المحطات الأبرز في زيارة البابا إلى العراق كانت تلك الزيارة التي قام بها إلى الموصل، وصلاته في نفس المكان الذي كان يحتضن قبل قيام "داعش" عام 2014 4 كنائس، لم يبق منها سوى أنقاضها.

ووفق الصحيفة الإسبانية يقول البابا: "عندما توقفت فجأة أمام مكان الكنيسة المهدمة فقدت الكلمات. إنه شيء لا يمكن تصديقه. جميع الكنائس هدمت، وأيضاً مسجد لم يكن إمامه على توافق مع ما يدعو إليه هؤلاء. إن التوحش البشري شيء لا يصدق. ولكن خطر ببالي سؤال وأنا أمر أمام تلك الكنيسة المهدمة: من يبيع السلاح لهؤلاء المخربين؟ لأن هؤلاء لا يصنعون الأسلحة في بيوتهم، لذلك فإن السؤال هو: من يبيع لهم الأسلحة؟ من المسؤول؟".

نقلها إلى العربية: إدريس الكنبوري

هي الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان إلى العراق، زيارةٌ يريد منها البابا فرنسيس الأول تأكيد وقوفه إلى جانب المعذبين في الأرض، ووقوفاً مع العراق، هذا البلد الذي عانى ما عاناه على مدى عقود خلت.