صحافة تركية: غزة ملحمةُ نصرٍ تشكّل نقطة تحوّل جذري

أمامنا حرب طويلة ستفضي إلى زوال "إسرائيل" نتيجة روح المقاومة الأسطورية التي يبديها شجعان غزة الذين يحققون الانتصارات في جبهات المعارك الميدانية والدبلوماسية على حد سواء.

  • أسطورة
    أسطورة "القوة الصهيونية التي لا تقهر" انهارت تماماً في 7 تشرين الأول/ أكتوبر

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى الآن، تشهد غزة إحدى أشد الحروب فتكاً في تاريخ البشرية. ومع ذلك، فإنّ أهالي غزة الشجعان مصممون على مواصلة القتال حتى الرمق الأخير في سبيل الدفاع عن منازلهم وعائلاتهم وحريتهم، فمقاومتهم مدهشةٌ وتكاد لا تُصدَّق، لأنها خارجة عن حدود المنطق.

لقد دنس الصهاينة النازيون تراب الوطن المقدس بأحذيتهم الفولاذية أمام أعين العالم الإسلامي والعالم أجمع، وأصبح مئات الآلاف من الفلسطينيين هدفاً لقنابل هؤلاء النازيين، وغدا كل شبر من أرض غزة جزءاً من معركة دموية أدّت إلى تدمير المنازل وأغراق الشوارع بالدماء.

وقد فعل الصهاينة النازيون كلَّ ما بوسعهم للسيطرة على المدينة من خلال قوتهم العسكرية الغاشمة، ولكنهم واجهوا مقاومة بطولية في كل خطوة من تحركاتهم، إذ أبدت غزة مقاومةً باسلة في كل مناطقها وأحيائها وشوارعها وبيوتها.

ولم تكن كتائب القسام وحيدةً في كفاحها المسلح، فالمدنيون من الشعب الفلسطيني يناضلون بمختلف فئاتهم جنباً إلى جنب مع مجاهدي القسّام، ويبذل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال قصارى جهدهم للمشاركة في القتال بأي شيء تطاله أيديهم في ظل ضعف إمكانياتهم العسكرية. لذا، تجد "إسرائيل" نفسها مضطرة إلى خوض عملياتٍ عسكرية إجرامية جديدة في المناطق التي لطالما ادعت أنها أخضعتها لسيطرتها.

إننا نرى بوضوح في ظل هذا المشهد الأليم أنّ أمامنا حرباً طويلة ستفضي إلى زوال "إسرائيل" نتيجة روح المقاومة الأسطورية التي يبديها شجعان غزة الذين لا يحققون الانتصارات في جبهات المعارك فحسب، بل في الميادين الدبلوماسية أيضاً، إذ لم تتردَّ سمعةُ "إسرائيل" على الصعيد الدولي في يوم من الأيام كما تردَّت في الوقت الراهن.

وما زالت المقاومة مستمرة، ولا بد أنّ الصهاينة سيُهزمون بعد نضال طويل ومرير، وسيكون النصر المنشود نقطةَ تحوّل جذري، ليس لفلسطين فحسب، بل للعالم أجمع أيضاً. ولا بدّ من التنويه بأنّ أسطورة "القوة الصهيونية التي لا تقهر" انهارت تماماً في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقد وُثِّقت حرب غزة بصفتها أكثر الحروب دموية وتدميراً في التاريخ، ولكن هذه الحرب لم تخلِّف القتل والدمار فحسب، بل أورثت الإنسانية أيضاً أروع أمثلة الفداء والبطولة المذهلة التي عرفتها البشرية، فتضحيات الغزيين أظهرت للعالم أهمية المقاومة من أجل الحرية والاستقلال مهما كان الثمن، فبطولات غزة لن تُنسى أبد الدهر.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.