"واشنطن إكزامينر": هل أعلن بوتين حرب الطاقة على أوروبا؟

زعمت الصحيفة الأميركية أنه مع نقص احتياطيات الطاقة واقتراب فصل الشتاء البارد، تحجب شركة "غازبروم الروسية" إمدادات الغاز عن أوروبا.

  •  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية الاتحادية انغيلا ميركل
    الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية الاتحادية انجيلا ميركل

كتب توم روغان مقالة في صحيفة  "واشنطن إكزامينر" اليمينية الأميركية قال فيها إن احترام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان من خلال تصريحاته عموماً، بينما ليس للرئيس الحالي جو بايدن مثل هذا العذر. إذ أن استرضاء بايدن لبوتين في سياسة "الابتزاز" من خلال الطاقة، جعلت الأخير يشن حرب طاقة على أوروبا.

وقال الكاتب إن بايدن لا يلوم سوى نفسه، فبعد تخليه عن عقوبات إدارة ترامب والكونغرس على روسيا، وافق بايدن على خط أنابيب بوتين "نورد ستريم 2" لشركة غازبروم الروسية. وفي مواجهة انتقادات شديدة، توصل بايدن بعد ذلك إلى اتفاق "مونتي بيتون-اسكي" Monty Python-esque مع ألمانيا. كان من المفترض أن يتضمن هذا الاتفاق ألا تستخدم روسيا "نورد ستريم 2" لقطع وصول أوكرانيا إلى مليارات الدولارات من رسوم عبور الطاقة وابتزاز توفير إمدادات طاقة مستقرة في مقابل تهدئة سياسية أوروبية. 

لكن بوتين قد كافأ بايدن الآن بثأر هزلي جعل الأديب الساخر الروسي الكبير نيكولاي غوغول يشعر بالفخر.

فمع نقص احتياطيات الطاقة ومع اقتراب فصل الشتاء البارد، تحجب شركة "غازبروم الروسية" العملاقة إمدادات الغاز عن أوروبا. يوم الإثنين الماضي، أتيحت لشركة غازبروم الفرصة لحجز تدفقات غاز إضافية عبر خطوط الأنابيب التي تغذي أوروبا (بما في ذلك بريطانيا). وبدلاً من ذلك، حجزت شركة غازبروم ثلث السعة المتاحة عبر بولندا ونحو عُشر السعة المتاحة عبر أوكرانيا. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات أعلى، حيث تجاوزت الآن 900 دولار لكل 1000 متر مكعب. وتأتي خطوة غازبروم في أعقاب تخفيضات مماثلة في الإمدادات في وقت سابق هذا الصيف.

ورأت الصحيفة أنه يجب ألا تكون هناك أوهام حول المسؤول عن التخفيضات. فالرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، أليكسي ميللر، هو دمية بوتين نشأت من الحرس القديم للزعيم الروسي في سانت بطرسبرغ. الخلفية السياسية لإدارة غازبروم معروفة جيداً لمجتمع الاستخبارات الأميركية. في الواقع، تمت معاقبة ميللر من قبل إدارة ترامب في عام 2018، فميللر يتبع توجيهات بوتين.

وتابع الكاتب قائلاً إن هذه كذلك هدية وداع من الاستخبارات الروسية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فمن المقرر أن تغادر ميركل منصبها الأسبوع المقبل، وهي كانت أكبر عامل تمكين لبوتين (حتى أنها استضافت بشكل علني منشآت الأسلحة الكيمائية GRU على أراضيها). بوتين أبلغ ميركل عن مدى تقديره لضعفها. هناك رسالة روسية واضحة تلعب هنا. بالمعنى الحرفي والمجازي، يقدم بوتين نفسه على أنه إله الجليد والنار.

وأضافت الصحيفة: بهذا المعنى، هذه كذلك رسالة إلى بايدن. الروس يريدون أن تبدو واشنطن ضعيفة وأن يشعر الأوروبيون بالاعتماد على موسكو. يُخبر بوتين الجميع أن الطريقة الوحيدة التي ستظل أوروبا بها دافئة هي إذا انحنت أمام "نورد ستريم 2" ولعنت بولندا ودول البلطيق وأوكرانيا.

وختم الكاتب بالقول ساخراً: لكن لا تقلقوا، كما هو الحال في أفغانستان، يتولى كبار المسؤولين في إدارة بايدن المسؤولية الآن.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت