كيف يرى برنارد ليفي التطبيع الإماراتي مع "إسرائيل"؟

يرى ليفي أنه سوف يتم التخلص من صورة "إسرائيل" باعتبارها كياناً غير شرعي في الشرق الأوسط لتتحول إلى دولة الحالمين والرواد الذين يساهمون في إغناء دول الجوار.

  • الكاتب الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي.
    الكاتب الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي.

أعادت الكثير من المواقع الناطقة باللغة الفرنسيّة نشر مقال للكاتب الفرنسي اليهودي برنارد هنري ليفي نشره في صحيفة "لو بوان"، يكيل فيه المديح لحكّام الإمارات بعد اتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ، ويبرّر الأسباب التي توجب التمسّك به، ويتحدَّث عن تصوّره لمستقبل العلاقات العربيّة مع كيان الاحتلال.

يصف ليفي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه اتفاق تاريخي بالغ الرمزية، ويعدّه أكبر حدث عالمي هذا الصيف، معرباً في الوقت نفسه عن خشيته من فشله أو تعثّره، بسبب المعارضين له من الجانبين العربي والصهيوني، فيشير إلى أن البعض يعارضه ويصفه بـ"اتفاق الخيانة".

وبكلّ وقاحة، يزعم عرّاب ما يُسمّى "ثورات الربيع العربي" أنّ كل المؤيّدين لحقّ الفلسطينيين المغتصبة أرضهم من قبل "إسرائيل" هم "الأصدقاء المزيفون" الذين يعتبرون أي "اتفاق تبرمه إسرائيل باطلاً، ولا فائدة منه". 

وعن أولئك المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين، يقول إنَّ بعضهم "يخشى" تأثر التفوّق العسكري الإسرائيلي بسبب نيّة الولايات المتحدة تسليم أبو ظبي طائرات حربية من نوع "أف 35"، قائلاً: "يمكن لهذه القوى أن توقف الاتفاق في آخر لحظة، وهذا أمر مؤسف".

وفي السياق نفسه، يرى "الخديعة الثقافية" - كما يلقّبه فلاسفة فرنسيون - أنَّ الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الَّذي جرى في 17 آب/أغسطس الماضي، والذي من المتوّقع التصديق عليه خلال فترة وجيزة، يحقّق "مصلحة جميع الأطراف، وخصوصاً إسرائيل". 

وزعم الكاتب أنَّه لا يعرف حاكم الإمارات شخصياً، لكنّه يعلم جيداً بأنه "يقف دائماً في الجانب الصحيح من كلّ المعارك التي تدور في المنطقة، وأنه شخصياً رجل متسامح، والدليل هو بناؤه "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي سيجمع كنيسة وكنيساً ومسجداً".

وأضاف أنه "يقدم مساهمات كبيرة للغرب، وخصوصاً في مجال محاربة الإخوان والسلفية والجهادية... إضافةً إلى أمره بتشييد متحف لوفر أبو ظبي الذي تم بناؤه في الوقت الذي كان تنظيم "داعش" يهدم كنوز تدمر، ليكون رداً قوياً على تلك المجموعات الإسلاموية المتطرفة".

واستطرد ليفي في مديح حاكم الإمارات قائلاً: "ومن مثل حاكم الإمارات في المنطقة الذي يمكنه إبرام اتفاق سلام حقيقي مع الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط!".

من جهة ثانية، يقول ليفي إنَّ كلّ الخبراء والمحلّلين الكبار يعلمون أنه في الوقت الذي سيبرم الاتفاق، فإنّ "تأثير الدومينو" سيعمّ في المنطقة لا محالة، وهو مسألة وقت فقط، وإنَّ دولاً خليجية وعربية ستسلك طريق الإمارات.

الاتفاق مع الإمارات تغيير لصورة "إسرائيل"

وفي سياق متّصل، يرى ليفي أنَّ معاهدة السلام مع مصر في العام 1979(كامب ديفيد) ومعاهدة السلام مع الأردن 1994 (وادي عربة) لهما أثر عسكري بالغ الأهمية بالنسبة إلى "إسرائيل"، فبفضلهما تمت حماية "الدولة العبرية"، ومنع تكاتف الجيوش العربية ضدها، لكن هذه الاتفاقية هي "نهج أكثر واقعية، لأنه يفتح لإسرائيل مجال الطيران والتبادل الاقتصادي والمشاركة في المعارض والتنمية المشتركة، باختصار... إنها روح (التجارة الناعمة)، والتي سيكون لها أيضاً آثار رمزية مهمة، لأنها تتعلق بصورة إسرائيل".

ويستعرض قائلاً: "سنتخلَّص بعد التصديق على هذا الاتفاق من صورة الدولة غير الشرعية أو السرطانية في الشرق الأوسط، إلى دولة المهندسين والحالمين والرواد الذين يساهمون في إغناء دول الجوار".

وحول ما أسماه "تخوّف" البعض في كيان الاحتلال من موضوع تسليم طائرات "أف 35" لأبو ظبي، قال: "أتخيل أن الخوف من حصول دولة عربية على سلاح لا يمكن التكهّن يوماً ما بيد من سيكون، هو تخوف منطقي، ولكن ورغم أنني لست خبيراً عسكرياً، فإن إسرائيل قادرة، بفضل أنظمتها الأمنية والاستخبارية، على تعقّب التحركات المعادية لها وكشفها... وستبقى دائماً متفوقة عسكرياً، والجميع يعرف هذا الأمر ويدركه جيداً". 

وأقرَّ ليفي بقدرة حزب الله على إسقاط الطائرات الإسرائيلية المسيّرة، وبقدرة حركة حماس على صناعة أجهزة متطوّرة للدفاع عن أراضيها، إلا أنه يرى في التطبيع مع الدول العربية أقوى ضمان للسلام للقدس، على حد تعبيره.