سوريا: إعادة افتتاح أربعة أسواق في حلب القديمة بعد إنهاء ترميمها

أربعة أسواق جديدة في حلب القديمة شمالي سوريا تفتتح أبوابها من جديد، وأصحاب المحال يصرّحون بأنّهم سيعيدون إعمار مدينتهم بأيديهم لتعود أفضل مما كانت.

0:00
  • سوريا: إعادة افتتاح أربعة أسواق في حلب القديمة بعد إنهاء ترميمها (صحيفة تشرين)
    من زيارات السوريين إلى سوقٍ في حلب القديمة بعد إعادة افتتاحه وثلاث أخرى بعد الانتهاء من أعمال ترميمها (صحيفة "تشرين" السورية)

افتتح مساء أمس الأربعاء، أربعة أسواق في مدينة حلب القديمة بعد تأهيلها وترميمها من الأضرار التي لحقت بها من جرّاء الهجمات المسلّحة عليها مع اندلاع الحرب في العام 2011.

وانضمّت الأسواق الأربعة (الأحمدية، الحبال، السقطية 2، الحدادين) التي أُعيد ترميمها بشراكةٍ بين مؤسسات حكومية وغير حكومية، إلى ثلاثة أسواق أخرى تمّ افتتاحها سابقاً (السقطية 1، خان الحرير، ساحة الفستق) من إجمالي 37 سوقاً تحيط بقلعة حلب الأثرية. وكانت هذه الأسواق تستقطب آلاف التجار والسياح قبل الحرب.

وجال المشاركون في الافتتاح داخل الأسواق، واطلعوا على أعمال الترميم والتأهيل التي جرى تنفيذها، كما التقوا بأصحاب المحال التجارية التي وصل عددها اليوم إلى ما يقارب 159 محلاً وهي 22 في سوق الأحمدية و30 في سوق السقطية 2 و60 في سوق الحبال و47 محلاً في سوق الحدادين.

  • ممثل الرئيس السوري بشار الأسد، الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في حكومة تسيير الأعمال (وكالات)
    ممثل الرئيس السوري بشار الأسد، الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في حكومة تسيير الأعمال (وكالات)

ووفق وكالة "سانا"، فإنّ العمل يجري الآن على إعادة ترميم أسواق المحمص والزرب والعبي للوصول إلى ترميم الأسواق التراثية جميعاً، والتي تحتضن ضمن أروقتها ما يقارب 24 حرفة سورية أصيلة.

"سنعيد إعمار المدينة بأيدينا"

وقال عمر الرواس (45 عاماً) صاحب محل لرتي السجاد ضمن سوق السقطية 2، لوكالة "فرانس برس": "عندما دخلت إلى المحل وبدأت دق المسامير لتعليق السجاد والبسط.. ووضعت الطاولة والإبرة، شعرت وكأنني عدت 35 عاماً إلى الوراء، وكأنّ المكان استعاد روحه".

وبعدما خسر زبائنه ومحله خلال سنوات الحرب، يقول الرواس إنّ الوضع بدأ يتحسن تباعاً منذ توقف المعارك. ويشرح "اليوم، يأتي المغتربون ويفتحون منازلهم، ليجدوا أنّ العثّ قد ضرب سجاداتهم، فيقدمون على إصلاحها، خصوصاً أنّ بعضها قد يكون ذكرى وبعضها له قيمته".

ولطالما اشتهرت حلب التي شكّلت العاصمة الاقتصادية لسوريا، بأسواقها التجارية القديمة التي تمتد على طول نحو مئة متر في المدينة القديمة، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث المهدد بالخطر من جرّاء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها.

  • سوريا: إعادة افتتاح أربعة أسواق في حلب القديمة بعد إنهاء ترميمها (وكالات)
    خلال جولة المشاركين في افتتاح أسواق جديدة في حلب القديمة شمالي سوريا (وكالات)

واحترقت الأسواق في أيلول/سبتمبر 2012، أثناء معارك ضارية شهدتها المدينة. وتُقدّر منظمة "يونيسكو" أنّ نحو 60% من المدينة القديمة تضرر بشدة، بينما تدّمر 30% منها بشكلٍ كامل.

ودفع القتال خلال المعارك، ثم الظروف الاقتصادية لاحقاً، مئات التجار المتمولين ورجال الأعمال للهجرة وتأسيس أعمال ومصانع خصوصاً في مصر والعراق وتركيا.

ويقول عبدالله شوا (49 عاماً) الذي يبيع أنواعاً عدّة من الصابون، فخر الصناعة في المدينة، "تركنا المصلحة وتعذبنا كثيراً خلال أيام الحرب، لكن الحمدلله استعدنا الروح بعد افتتاح الأسواق"،مضيفاً: "سنعيد إعمار المدينة بأيدينا.. وستعود أفضل مما كانت".

وتخلل الحفل عرض أفلام وثائقية عن الدمار والخراب الذي طال المدينة القديمة في حلب والجهود التي بذلتها الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات والمؤسسات الدولية لإعادة الحياة إليها.

اقرأ أيضاً: أسواق حلب القديمة تجذب الزوّار بعبق الزعتر وصابون الغار وروائح العطور

اخترنا لك