"بوليتيكو" تستصرح خبراء أميركيين: ماذا في سيناريوهات الانتخابات الرئاسية؟

الأميركيون يبحثون السيناريوهات المحتملة للمرشح الديمقراطي المنافس لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، والخبراء يقدمون أفضل توقعاتهم للسياسة الأميركية، خلال الأشهر الأربعة المقبلة حتى يوم الانتخابات.

  • صورة توضيحية تجمع بين نائبة الرئيس كاملا هاريس والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب
    صورة توضيحية تجمع بين نائبة الرئيس كاملا هاريس والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب

قبل أسبوع، تعرض الرئيس السابق دونالد ترامب لمحاولة اغتيال. وأمس، تخلى الرئيس جو بايدن عن محاولة إعادة انتخابه. من الصعب معرفة ما قد يحدث بالفعل في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعليه، استصرحت "بوليتيكو"، مجموعة من كبار المحللين السياسيين والمفكرين والمؤرخين لسؤالهم، عما يرونه مقبلاً على واشنطن، وقدموا أفضل توقعاتهم للسياسة الأميركية خلال الأشهر الأربعة المقبلة حتى يوم الانتخابات.

"إن العملية المفتوحة ستكون هي الوسيلة الأكثر سخونة في السياسة الأميركية منذ عقود"

مونا شارين، كاتبة عمود ومحررة سياسات في "The Bulwark" 

مونا شارين، ترى أنّ انسحاب بايدن من مسابقة 2024، يؤكّد على حكمة بأنّ "الرجال والأمم يتصرفون بحكمة عندما يستنفدون جميع الاحتمالات الأخرى".

واعتبرت شارين أنّ الديمقراطيين يصطفون الآن لتأييد هاريس، لتجنب "الفوضى" في مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل، إذ لا يزال الكثيرون يحملون ذكرى شيكاغو في عام 1968 ، وهي المرة الأخيرة التي عقد فيها الديمقراطيون مؤتمراً مفتوحاً.

كما قالت إنّ العملية المفتوحة، ستكون هي التذكرة الأكثر سخونة في السياسة الأميركية منذ عقود، موضحةً أنّ الديمقراطيين، سيمنحون هاريس فرصة للتألق، إذا كانت سترتقي إلى مستوى المناسبة.

وإذا فازت بالإيماءة، فستفعل ذلك باحتضان كامل لحزب كان له رأي، وأنّ "ما يسميه البعض الفوضى، يمكن أن يسمى أيضاً المنافسة، وعليه يجب على الديمقراطيين أن يرحبوا بذلك".

"كامالا هاريس مستعدة لتنشيط قاعدتنا"

مايكل ستار هوبكنز، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السياسية "نورثرن ستار ستراتيجيز"

مايكل ستار هوبكنز، اعتبر أنّ "هذا سباق جديد تماماً بنبرة جديدة تماماً"، قائلاً إنّ هاريس "مستعدة لتنشيط قاعدتنا" الديمقراطية، وأنّ لديها عزيمة المدعي العام والكاريزما للذهاب وجهاً لوجه مع ترامب.

وأوضح أنّ الشباب والنساء والمجتمعات الملونة، سيرون أنفسهم في معركة هاريس، فيما أشار إلى ضرورة عدم الاقتناع بالكلام القاسي من معسكر ترامب، وأنّ معسكر المرشح الجمهوري "يعلمون أنّهم في معركة حقيقية".

وأشار ستار هوبكنز إلى أنّه يمكن الالتفاف حول محاولة الحزب الجمهوري جر الديمقراطيين إلى الوراء، وهزيمة ترامب، ويرى أنّ "هذا لا يتعلق بالعثور على مرشح مثالي أو الحصول على كل ما نريد، وإنّما يتعلق الأمر بحماية أمتنا وكل أميركي يسميها الوطن".

"لا يهم من سيختاره الديمقراطيون، فهم لا يستطيعون إيقاف ما هو قادم"

هيلين أندروشيلين أندروز، محررة أولى في "The American Conservative"

تقول هيلين أندروشيلين أندروز، هي محررة أولى في "The American Conservative"، إنّه "لا يهم من يختار الديمقراطيون، إذ لا يمكنهم إيقاف ما هو مقبل. سيفوز دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر".

وذكّرت هيلين بفترة ولاية ترامب، موضحةً أنّ "الناخبين يتذكرون كيف كانت الحياة خلال فترة ولايته، وهي تتفوق على السنوات الثلاث الماضية في كل المقاييس، من البقالة الأرخص إلى حروب أقل".

وأشارت إلى أنّ هاريس ستحاول تنشيط المؤيدين من خلال الترويج لفرصة "صنع التاريخ كأول امرأة رئيسة"، ولكن ترى هيلين أنّ هذا سيسقط، وأنّ بايدن كان بإمكانه الاستقالة من منصبه، والسماح لهاريس بالترشح لمنصب شاغل المنصب، لكنه اختار عدم القيام بذلك.

"سنتجنب مباراة العودة التي لم يكن أحد يريدها تقريباً"

جيفري كاباسيرفيس، مدير الدراسات السياسية في مركز نيسكانن في واشنطن العاصمة

جيفري كاباسيرفيس، اعتبر أنّ "انسحاب بايدن يعني على الأقل أنّنا سنتجنب مباراة العودة التي لم يريدها أحد تقريباً"، فأيّاً كان المرشح الديمقراطي برأيه، فإنّه سيكون شاباً ونشطاً بالقدر الكافي لإثبات أن "أميركا يجب أن تتجاوز الجمود العنيف في العقود القليلة الماضية".

ورأى جيفري أنّ الديمقراطيين لديهم الآن الفرصة لتقديم رؤية لإصلاح حقيقي ونتائج أفضل لجميع الأميركيين.

"نحن نقود على الطرق الوعرة"

جوشوا زيتز، مؤرخ وكاتب مساهم في مجلة "بوليتيكو"

كتب جواشوا زيتز: "نحن نقود على الطرق الوعرة"، وقال: "الناخبون كانوا غير راضين عن الاختيار بين رجلين سيكونان في الثمانينات من العمر في فترة ولايتهما الثانية، فيما تكره غالبية البلاد فكرة إدارة ترامب الثانية، وتخشى مشروع 2025، وتدعم الحرية الإنجابية وتتبنى الديمقراطية على التمرد".

ووفقاً لجواشوا، فإنّه يتعين الآن على الديمقراطيين، وعلى الناخبين الأميركيين التغلب على التحيزات العرقية والجنسانية القديمة في خدمة بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم.

"دونالد ترامب هو الآن الرئيس الفعلي"

كيرت ميل، المدير التنفيذي للمحافظين الأميركيين

اعتبر كيرت ميل أنّ "دونالد ترامب هو الآن الرئيس الفعلي"، واصفاً أيّ شخص يشارك المسرح الآن مع ترامب بأنّه "سيبدو أصغر بكثير"، موضحاً أنّ تم التقليل من شأن كامالا هاريس من قبل اليمين، ولكن لا يزال من المحتمل أن يتم تجاوزها، وأنّه كان لديها 4 سنوات للتألق وفشلت فشلاً ذريعاً، أمّا الآن فلديها 4 أشهر فقط للولادة في مرحلة أكبر بكثير.

"السؤال الحاسم هو ما إذا كان الديمقراطيون سيصبحون أذكياء"

آلان ليشتمان، أستاذ تاريخ متميز في الجامعة الأميركية

آلان ليشتمان، رأى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن انسحب من السباق الرئاسي، ولكن الاحتفاظ بالرئاسة له آثار عميقة على نظام التنبؤ الخاص بي".

وأضاف أنّ السؤال الحاسم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، "هو ما إذا كان الديمقراطيون سيصبحون أذكياء ويتبعون نصيحة بايدن بالتوحد خلف كامالا هاريس".

كذلك، اعتبر هاريس "مرشحة مؤهلة تأهيلاً جيداً، حيث شغلت منصب نائب الرئيس وعضو مجلس الشيوخ الأميركي والمدعي العام لولاية كاليفورنيا".

وأشار إلى أنّه بغض النظر عن مفاتيح البيت الأبيض الـ 13 ، التي "تنبأتُ بشكلٍ صحيح بنتائج الانتخابات الرئاسية منذ عام 1984، فالتاريخ يقدم دروساً مهمة. منذ عام 1900 ، لم يفز الحزب الحالي أبداً بإعادة انتخابه عند التنافس في انتخابات مفتوحة المقاعد، جنباً إلى جنب مع مسابقة ترشيح جادة. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن العينة صغيرة، إلا أن الحزب الحالي لديه فرصة متساوية تقريباً للفوز بإعادة انتخابه في منافسة على المقاعد المفتوحة، في غياب معركة حزبية، ومن الأمثلة على ذلك عامي 1928 و 1988".

"إن هذا الانقلاب لن يكون في صالح الديمقراطيين"

جوش هامر، كبير المحررين المتجولين في "نيوزويك" ومضيف بودكاست "The Josh Hammer Show"

جوش هامر، اعتبر  أنّ هذا الانقلاب "لن ينجح بشكلٍ جيد بالنسبة للديمقراطيين"، وأشار إلى أنّ حزب "الديمقراطية" المزعوم ملتزم الآن بتجاهل اغتيال شبه رئاسي/ وتصوير خصمه على أنه تهديد وجودي لـ "الديمقراطية"، لدرجة أنهم يطيحون بمرشحهم المنتخب ديمقراطياً - بعد إغلاق العملية التمهيدية الرئاسية من جميع المنافسين حتى شبه المعقولين.

وأضاف جوش هامر أنّه "لا يمكن لأيّ ناخب مستقل، أن ينظر إلى هذا العرض القذر للموقف ويستنتج أن الحزب الديمقراطي، في هذه اللحظة، ليس سوى أضحوكة منافقة"، لافتاً إلى أننا ما زلنا بعيدين عن تشرين الثاني/نوفمبر ، ومن المستحيل معرفة نوع "مفاجأة أكتوبر" التي يمتلكها الديمقراطيون.

"توحيد الحزب الديمقراطي بأكمله خلف كامالا هاريس"

تشاك روشا، مؤسس استراتيجيات التضامن ومستشار سابق لحملة بيرني ساندرز 2020

يتفق تشاك روشا مع فكرة "توحيد الحزب الديمقراطي على مرشح واحد"، وقال إنّ ما سنراه خلال الأشهر الأربعة المقبلة هو توحيد الحزب الديمقراطي بأكمله وراء هاريس، وتوقع أن "نرى جهداً سلساً لكل تلك الموارد التي كانت ستنفق نيابة عن بايدن في اتجاه هاريس"، حيث ستجمع تبرعات غير مسبوقة من الديمقراطيين، بالإضافة إلى مبالغ تاريخية من الأموال التي يتم جمعها عبر الإنترنت.

وتخطى تشاك الانتخابات بفوز هاريس، واعتبر أن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام على الفور، هو من تختاره هاريس ليكون نائباً للرئيس. 

"هذا النوع من الفوضى في مثل هذا الوقت القريب من يوم الانتخابات يعني أن ترامب سيفوز"

سوراب شارما، رئيس "American Moment" المسؤولة عن تدريب الجيل القادم من الموظفين المحافظين

في ظل جميع ما يحصل، رأى سوراب شارما، أنّ "هذا النوع من الفوضى في هذا الوقت القريب من يوم الانتخابات، يعني أن ترامب سيفوز"، وأضاف أنّه لم يكن يعتقد أبداً أن جو بايدن سيتنحى، لأن كل من يمكنه إجباره على القيام بذلك من موظفيه إلى لجنة قواعد "DNC"، حفزوه بشدة للبقاء في صدارة التذكرة.

أمّا عن السبب الذي دفع بايدن للتنحي، بيّن سوارب أنّ الاستثناء الوحيد كان "المانحين"، وأنّه ليس من قبيل المصادفة أن إعلان استقالة بايدن جاء بعد يوم من إظهار سجلات "FEC"، انخفاضاً كارثياً، في التبرعات لحملة بايدن، خاصةً مقارنة بحملة ترامب.

وتوقع سوراب شارما، حدوث معارك علنية ضمن التحالف الديمقراطي، بشأن "إسرائيل" ومستقبل أجندة السياسة الداخلية للديمقراطيين، موضحاً أنّ كل معركة لا تحظى بشعبية في الأماكن العامة، سترسل المزيد من الدعم لطريق ترامب-فانس.

"إذا ترشح المرشح الجديد مع قواعد اللعبة القديمة، فإنّهم يخاطرون بأن يكونوا عرضة للخطر بنفس القدر"

أندرا جيليسبي، أستاذة مشاركة للعلوم السياسية في جامعة "إيموري"

أندرا جيليسبي، ترى أنّه بغض النظر عمن يختاره الديمقراطيون كمرشحهم، سيحتاجون إلى صياغة رسالة مقنعة وتطلعية والرد ببراعة على عدم الرضا بين شريحة كبيرة من الناخبين، التي جعلت بايدن ضعيفاً، قبل وقت طويل من أدائه الكارثي في المناظرة في 27 حزيران/يونيو الفائت.

علاوةً على ذلك، أكّدت أندرا أنّ هذا الخطر سيتفاقم بسبب حقيقة أن رحيل بايدن، يطرح بالفعل التحديات اللوجستية المتمثلة في إعادة تجهيز حملة وطنية معقدة.

وأنّه في أفضل السيناريوهات، قد "يكون الناخبون أكثر تقبلاً لرسالة بايدن الأصلية، لأن المرشح الجديد لن يكون متأثراً بأسئلة حادة، لكن الحملة الجديدة ستحسن صنعاً، إذا استعدت لأصعب الهجمات التي يمكن أن يقوم بها ترامب الجريء، لأن هذا ما سيحدث على الأرجح بعد ذلك".

"سيجد الديمقراطيون أنفسهم مقيدين بمجموعة من الأفكار غير المدروسة وغير المجربة"

أورين كاسورين كاس، مؤسس وكبير الاقتصاديين في مركز الأبحاث المحافظة "أميركان كومباس"

بحسب أورين كاسورين كاس، حظي تحول الحزب الجمهوري إلى حزب يركّز على العمال وعائلاتهم، وملتزماً بإعادة بناء الصناعة الأميركية بمزيد من الاهتمام.

لكن أجندة الحزب الديمقراطي كانت في حالة تغير مستمر. وعلى سبيل المثال، لا يزال تبني إدارة بايدن للسياسة الصناعية، لا يحظى بشعبية كبيرة لدى المستشارين الاقتصاديين في عصر أوباما، مثل لاري سامرز وجيسون فورمان.

وأشار أورين إلى أنّه من المرجح أن تتولى المرشحة الديمقراطية المقبلة للرئاسة - سواء كانت كامالا هاريس أو أحد حكام الولايات الذين تم ذكرهم - هذا المشروع دون إعطاء أي إشارة إلى رؤيته (إذا كان لديه رؤية على الإطلاق)، ودون الإشارة إلى مجموعة مختلفة من الخبراء، الذين سيقدمون المشورة لكل منهم.

وعلى الأرجح، وفقاً لأورين كاسورين كاس، سيجد الديمقراطيون أنفسهم "مقيدين بمجموعة من الأفكار غير المدروسة وغير المجربة".

اقرأ أيضاً: تأييد هاريس غير محسوم.. الديمقراطيون يتسابقون للعثور على بديل لبايدن

اخترنا لك