السودان: الأمم المتحدة تحذر من مقتل العشرات بهجمات "الدعم السريع" على الفاشر

في ظل تواصل المعارك بين قوات "الدعم السريع" والجيش في السودان، الأمم المتحدة تعلن في بيان خشيتها من مقتل نحو 100 شخص بينهم 30 طفلاً في هجوم لـ"الدعم السريع" على مدينة الفاشر ومخيمين للنازحين يعانيان من المجاعة.

0:00
  • نازحون سودانيون بعد عبورهم الحدود إلى تشاد مؤخراً (رويترز)
    نازحون سودانيون بعد عبورهم الحدود إلى تشاد مؤخراً (رويترز)

أعربت الأمم المتحدة، أمس السبت، عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلاً، في السودان، بعد هجمات لقوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، ومخيمين قريبين للنازحين يعانيان من المجاعة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ "قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023، شنّت هجمات برية وجوية منسّقة يوم الجمعة على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين".

في الأسابيع الأخيرة، صعّدت "الدعم السريع" هجماتها على الفاشر، عاصمة الولاية الوحيدة في دارفور، التي لا تزال خارج سيطرتها، بعد بسط الجيش كامل سيطرته على العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.

وذكرت تقارير أولية من "تنسيقية لجان المقاومة" المحلية، أنّ عدد القتلى يوم الجمعة الماضي بلغ 57 شخصاً، منهم 32 مدنياً قتلوا في الفاشر، و25 في مخيم زمزم.

وقال الجيش، أمس السبت، إنّ 74 مدنياً قتلوا، وأُصيب 17 آخرون في الهجوم على الفاشر.

قتلى من العاملين في المجال الإنساني في الفاشر

من جهتها، قالت "المنظمة السودانية لحماية المدنيين"، إنّ القتلى بينهم تسعة من العاملين في المجال الإنساني، يعملون في مستشفى بمخيم زمزم تديره منظمة "ريليف" غير الحكومية الدولية.

ودانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي مقتلهم.

وأعلنت  المنسقة في بيان "مقتل زملاء من منظمة غير حكومية دولية أثناء قيامهم بتشغيل أحد المراكز الصحية القليلة المتبقية التي لا تزال تعمل في المخيم".

وأضافت المسؤولة الأممية: "يمثل هذا تصعيداً مميتاً وغير مقبول في سلسلة من الهجمات الوحشية على النازحين وعمّال الإغاثة في السودان منذ اندلاع هذا النزاع قبل نحو عامين".

وحثّت سلامي بشدة "أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال على التوقف فوراً".

"الدعم السريع": الفيديو عن مقتل مدنيين في مخيم زمزم "مشاهد تمثيلية"

ومن جهتها، نفت قوات "الدعم السريع"، في بيان أصدرته، أمس السبت، صحة مقطع فيديو تداوله ناشطون قالوا إنه يُظهر مقتل مدنيين في مخيم زمزم. وقالت إنّ شريط الفيديو "يظهر مشاهد تمثيلية لانتهاكات مزعومة"، معتبرةً أنه "محاولة يائسة لتجريم قوات الدعم السريع".

ومن جانبها، قالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، إنّ "الهجوم على مخيم زمزم تجدد صباح السبت، حيث سمعت أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف لساعات". وكان مخيم زمزم أول منطقة في السودان أعلنت فيها الأمم المتحدة حالة المجاعة العام الماضي.

وفي شباط/فبراير الماضي، نشرت مجلة "ذا تلغراف" البريطانية تقريراً تحت عنوان: "أطفال السودان تحوّلوا جلداً وعظاماً بسبب المجاعة المنسية"، تحدّثت فيه عن المجاعة في السودان، التي تفتك بحياة السودانيين، وخصوصاً الأطفال منهم.

وبحلول كانون الأول/ديسمبر 2024، امتدت المجاعة إلى مخيمي أبو شوك والسلام القريبين، ومن المتوقع أن تصل إلى مدينة الفاشر نفسها بحلول أيار/مايو المقبل.

وأسفرت الحرب في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع" عن مقتل عشرات آلاف السودانيين، ونزوح أكثر من 12 مليوناً منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023. واتُهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.

اقرأ أيضاً: سنتان على حرب السودان: أكبر كارثة جوع في العالم و20 مليوناً بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة

اخترنا لك