قبرص تخشى تكرار "سيناريو فلسطين": تحذيرات من سيطرة إسرائيلية على العقارات

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تتحدث عن تصاعد الغضب الشعبي والسياسي في قبرص من اتساع تملك الإسرائيليين للعقارات، وسط تحذيرات من "مخطط منظم" يهدد السيادة القبرصية.

0:00
  • شاطئ قبرص (أرشيفية)
    شاطئ قبرص (أرشيف)

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوم الجمعة، أنّ قبرص تشهد موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي ضد الإسرائيليين و"الصهيونية"، على خلفية اتساع نطاق شراء العقارات من قبل مستثمرين إسرائيليين.

وأضافت "يديعوت أحرونوت"، أنّ القضية تحوّلت إلى موضوع محوري في الخطاب السياسي والإعلامي، وسط تحذيرات من "مخطط إسرائيلي صهيوني منظم للسيطرة على الأرض".

وفي مؤتمر لحزب "أكيل" اليساري، ثاني أكبر الأحزاب في قبرص، صعّد أمينه العام ستيفانوس ستيفانو من لهجته، محذراً من أن عمليات الشراء الإسرائيلية، خاصة في مناطق استراتيجية قرب البنى التحتية الحساسة، تشكل تهديداً خطيراً للسيادة القبرصية.

ولفت ستيفانو إلى أن "الوضع يشبه ما حدث في فلسطين التاريخية، حيث بدأ الاستحواذ على الأرض تدريجياً"، قائلاً إنّ عمليات شراء العقارات في قبرص جزء من "خطة أوسع" تشمل إقامة مناطق مغلقة للسكان، ومدارس دينية، ومعابد، ونفوذ اقتصادي متزايد.

وشارك السفير الفلسطيني لدى قبرص، عبد الله العطاري، في المؤتمر بصفته متحدثاً رسمياً، وذلك في أول ظهور من نوعه لسفير أجنبي في فعالية حزبية داخل الجزيرة، ما يشير إلى تصاعد الحساسية الإقليمية للملف.

بالتوازي، انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصة "تيك توك"، مقاطع فيديو ذات طابع معادٍ للإسرائيليين، تظهر أفراداً من الطائفة اليهودية يتحدثون بلكنة إسرائيلية عن شراء العقارات في قبرص، ويزعمون أن "الله وعدهم بالجزيرة بعد إسرائيل".

وتضمنت بعض الفيديوهات أسئلة مثل: "لماذا تسرقون منازلنا؟" ويجيب أحدهم: "إن لم نأخذها، سيأخذها غيرنا"، مع خلفية موسيقية لأغنية "هافا ناجيلا"، ما أثار ردود فعل واسعة بين المستخدمين القبارصة.

وفي هذا السياق، دعا السفير الإسرائيلي لدى قبرص، أورين أنوليغ، إلى "رفض إثارة الخوف والشيطنة الجماعية"، مشدداً على أن انتقاد سياسات "إسرائيل" ينبغي ألّا يتحوّل إلى استهداف للإسرائيليين كمستثمرين أو أفراد.

من جانبه، أكد حزب "أكيل" القبرصي المعارض أن موقفه نابع من مخاوف تتعلق بالسيادة والاقتصاد، مشيراً إلى أن اتهام أي صوت معارض لـ"إسرائيل" بـ"معاداة السامية" يُستخدم كوسيلة لإسكات النقد المشروع.

وتُظهر البيانات الرسمية أن نحو 2.500 إسرائيلي يقيمون بشكل دائم في قبرص، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى ما بين 12 و15 ألفاً، نظراً لاستخدام عدد كبير منهم جوازات سفر أوروبية.

ويشهد السوق العقاري في قبرص نشاطاً ملحوظاً للمستثمرين الإسرائيليين، في وقت تتصاعد فيه أزمة السكن وشعور متنامٍ بين بعض المواطنين بأن "الإسرائيليين يشترون كل شيء".

اقرأ أيضاً: "هجرة غير مسبوقة".. عائلات بأكملها تغادر "إسرائيل" إلى البرتغال وقبرص واليونان

اخترنا لك