مكونات شمال وشرق سوريا تعقد مؤتمراً في الحسكة: نحو دولة لا مركزية ودستور ديمقراطي

عُقد في مدينة الحسكة مؤتمر "وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا"، الذي شدّد على التعددية والشراكة، ودعا إلى دستور ديمقراطي يرسّخ اللامركزية، في مقابل رفض نهج حكومة أحمد الشرع الذي وُصف بـ"الاستبدادي".

0:00
  • المؤتمر عُقد تحت شعار
    المؤتمر عُقد تحت شعار "معاً من أجل تنوع يعزِّز وحدتنا.. بشراكتنا نبني مستقبلنا"

عُقد، اليوم الجمعة، في مدينة الحسكة، مؤتمر "وحدة موقف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا"، تحت شعار "معاً من أجل تنوع يعزِّز وحدتنا.. بشراكتنا نبني مستقبلنا"، بمشاركة ممثلين عن مختلف المكونات القومية والدينية في المنطقة.

بيان ختامي يكرّس التشاركية

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أنَّ المؤتمر انعقد في مرحلة "وطنية حساسة، وبدافع من المسؤولية المشتركة تجاه حاضر البلاد ومستقبلها، حيث اجتمعت إرادات ممثلي مختلف مكونات المنطقة – من كرد وعرب وسريان آشوريين وتركمان وأرمن وشركس وسواهم – للتعبير عن التزامهم المشترك بمسار وطني ديمقراطي قائم على التنوع والشراكة والمواطنة المتساوية".

وأشار المشاركون إلى التهميش والإقصاء الذي تعرّضت له هذه المكونات من قبل الأنظمة المركزية المتعاقبة.

جرائم ضد الإنسانية ومسؤولية وطنية

واعتبر البيان أنّ ما يجري في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في الساحل والسويداء والمناطق المسيحية، يرتقي إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، "تستدعي تحقيقاً نزيهاً وشفافاً لتحديد المسؤولين، كائناً من كانوا"، مؤكداً أنّ هذه الجرائم تمسّ النسيج الوطني السوري برمّته.

الإدارة الذاتية والجيش الوطني

وأكّد المؤتمر أنّ نموذج الإدارة الذاتية "يمثّل تجربة قابلة للتطوير، تعكس حوكمة مجتمعية ديمقراطية"، داعياً إلى ترسيخ هذا النموذج ضمن بنية سياسية وإدارية تضمن تمثيلاً حقيقياً للمكونات كافة.

كما عبّر المشاركون عن تقديرهم لقوات سوريا الديمقراطية، واصفين إياها بأنّها نواة لجيش وطني سوري جديد، "مهني وتطوعي"، يمثل حقيقة المجتمع السوري، ويحمي حدود البلاد وسلامة أراضيه.

نحو دولة لا مركزية ودستور ديمقراطي

وفي ما يتصل برؤية الحل، دعا البيان إلى صياغة دستور ديمقراطي يكرّس التنوع القومي والديني، ويؤسس لدولة لا مركزية تقوم على الحوكمة الرشيدة، والعدالة الاجتماعية، وحرية المعتقد.

كما طالب بإعادة النظر في الإعلان الدستوري الراهن، باعتباره لا يلبّي تطلعات السوريين، مؤكداً ضرورة إطلاق مسار للعدالة الانتقالية لتحقيق المصالحة الوطنية، بما يضمن كشف الحقيقة وجبر الضرر، وتهيئة بيئة مناسبة لعودة المهجّرين ورفض التغيير الديمغرافي.

وشدّد البيان على أهمية إعادة النظر في التقسيمات الإدارية بما يعكس الخصوصيات الجغرافية والثقافية، ويعزز دور المرأة والشباب والمجتمع المدني في عملية بناء الدولة ونبذ الكراهية.

مواقف داعمة ومقترحات سياسية

وتطرّق البيان إلى اتفاقية عبدي – الشرع، ومخرجات مؤتمر "وحدة الموقف الكردي"، مؤكداً الالتزام بها كخطوة نحو توافق وطني شامل، داعياً إلى عقد مؤتمر وطني سوري جامع، تشارك فيه كافة القوى الوطنية والديمقراطية لبناء مشروع وطني مشترك.

وأكّد البيان أنّ الوثيقة المنبثقة عن المؤتمر تعبّر عن إرادة جماعية حرة وواعية نحو بناء سوريا حرة وموحدة ديمقراطية، تعددية لا مركزية، يسودها القانون وتصان فيها الكرامة الإنسانية.

 سيبان حمو: لا مكان للاستبداد

في السياق ذاته، شدّد سيبان حمو، عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، على أنّ "العمل مستمر لأجل سوريا لا مركزية، ولن نتخلى عن هدفنا في بناء دولة ديمقراطية تعددية".

وقال: "إذا جاء طرف ما إلينا وقال: انضموا إلينا وستعود الأمور كما كانت في السابق، فلن نقبل أبداً"، معتبراً أنّ حكومة أحمد الشرع "تمثل امتداداً للاستبداد"، حيث "تغيّرت الأسماء لكن العقلية واحدة".

وأضاف حمو أنّ "الحكومة تحكم البلاد من خلال مسلحين أجانب ولا تمثّل إرادة السوريين"، لافتاً إلى أنّ "استمرار نهج التصلّب والاستبداد سيحول دون انضمام قسد إلى الجيش السوري"، مشيراً إلى وجود خيارات بديلة لدى القوات، قائلاً: "لسنا عاجزين".

اقرأ أيضاً: قسد تشتبك مع فصائل تابعة للحكومة الانتقالية في حلب.. وتحمّل دمشق المسؤولية