"أسوشييتد برس": تحوّل رئيس الأرجنتين نحو "إسرائيل" يثير التوتر في بلاده وخارجها

الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يظهر اهتماماً علنياً متزايداً باليهودية، ويعرب عن نيته في اعتناقها، ما عدّه العديد من الأرجنتيين أمراً محفوفاً بالمخاطر.

  • "أسوشييتد برس": تحوّل رئيس الأرجنتين نحو "إسرائيل" يثير التوتر في الأرجنتين وخارجها

وكالة "أسوشييتد برس" تنشر مقالاً تحدثت فيه عن تحوّل سياسة الرئيس الأرجنتيني، خافيير مايلي، نحو "إسرائيل" واليهودية، وتأثير ذلك في الجالية اليهودية في الأرجنتين.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

على الرغم من أنّ الرئيس الارجنتيني، خافيير مايلي، وُلد ونشأ كاثوليكياً، فإنّه أظهر اهتماماً علنياً متزايداً باليهودية، وأعرب عن نيته اعتناقها.

بالنسبة إلى كثيرين من الأرجنتينيين، كان هذا محفوفاً بالمخاطر. لقد ذهب مايلي بعيداً في دعمه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليمينية، بنيامين نتنياهو، مخالفاً بذلك عقوداً من السوابق السياسية. وذهب في دعمها إلى أبعد من أي زعيم عالمي آخر ربما، في الوقت الذي تواجه "إسرائيل" عزلة متزايدة بسبب قصفها واجتياحها غزة، على نحو أدّى إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، ودفع القطاع إلى حافة المجاعة.

ولا يمكن لموقفه أن يقارن بمواقف معظم رؤساء دول أميركا اللاتينية، بحيث قطعت بوليفيا وكولومبيا علاقاتهما بـ"إسرائيل" وسحبت 5 دول إقليمية على الأقل، آخرها البرازيل، سفراءها من "تل أبيب".

قال مايلي لقادة الجالية اليهودية، في حدث أُقيم الشهر الماضي، إنّ "بين الدول العظمى، التي يجب أن تكون أعمدة العالم الحر، أرى لامبالاة لدى البعض، وخوفاً لدى البعض الآخر، من الوقوف إلى جانب إسرائيل". وكان ذلك انتقاداً مبطَّناً للقوى الغربية - بما في ذلك الولايات المتحدة - بسبب انتقادها السلوك العسكري الإسرائيلي.

يُصرّ أنصار الرئيس الأرجنتيني على أنّ حماسته اليهودية الجديدة ليس لها أي تأثير في سياسته الخارجية، لكن افتتان مايلي باليهودية ودعمه الصريح "إسرائيل" ولّدا مخاوف، وكشفا تصدعات داخل الجالية اليهودية في الأرجنتين، وهي بين الأكبر في العالم، وأفسد العلاقات جيران الأرجنتين.

بدا فضول مايلي بشأن اليهودية بمنزلة نوع من التقرّب إلى "إسرائيل"، في عام 2021، عندما واجه اتهامات بالتعاطف مع النازية وتأييدها، وأراد أن يثبت في خطابه أنّه لا يحمل أي عداء لليهود. وتواصل مع زعيم السفارديم في الأرجنتين، الحاخام واحنيش، في "دردشة كان من المفترض أن تستمر 10 دقائق، وانتهت بعد ساعتين".

وبينما كان مايلي يتحوّل من ناقد تلفزيوني إلى رئيس "فوضوي رأسمالي"، أرشده واحنيش إلى دراسة التوراة. وسعياً لإيجاد أرضية مشتركة بين رؤيته للتحرر الراديكالي ونبوءة العهد القديم، تحول اهتمام مايلي العرضي إلى ممارسة دينية منتظمة. ورفض واحنيش، الذي عُيّن مؤخراً سفيراً للأرجنتين لدى "إسرائيل"، التعليق على اعتناق مايلي للتوراة.

وقبيل فوز مايلي، وقّع ما يقرب من 4000 مثقف يهودي أرجنتيني عريضةً أعربوا فيها عن قلقهم من "الاستخدام السياسي لليهودية"، من جانب ميلي. 

ومع احتدام الحرب في غزة، سافر مايلي إلى "إسرائيل" في أول زيارة خارجية له، وأشاد بنتنياهو من دون تحفظ. وسار على خطى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وتعهّد نقل سفارة الأرجنتين إلى القدس، في حين وصف نتنياهو مايلي بأنّه "صديق عظيم".

في الشهر الماضي، انقلبت حكومة مايلي على اعتراف الأرجنتين التقليدي بالدولة الفلسطينية، وانضمت إلى الولايات المتحدة و"إسرائيل" للتصويت ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

هذا التحوّل في سياسة مايلي الخارجية أثار تأييد قادة الجالية اليهودية، لكنه تركهم أيضاً في حالة من التوتر. وقال مدير مركز "آن فرانك" في الأرجنتين، هيكتور شالوم، إنّه "إذا كان دفاع مايلي المفترض عن إسرائيل هجوماً على حقوق الفلسطينيين، فإنّه يعرّض الجالية اليهودية في الأرجنتين للخطر".