مادورو وشافيز على نهج بوليفار

وفي خضمّ الضغوط الأميركية ومحاولتها دعم الانقلابين في فنزيلا، فجميع هذه المحاولات فشلت أمام إرادة شعب يرفض الاملاءات الخارجية، وهذا الفكر كان يحمله سيمون بوليفار منذ عشرات السنين، والقائد الذي يحكم فنزويلا يختاره الشعب وهو مُتمسِّك بأفكار ونهج بوليفار، وتعتبر منهجيته في حُكم البلاد رفض الاستعمار أو السيطرة على مُقدَّرات البلد.

صورة أرشيفية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والرئيس الراحل هوغو تشافيز

احتفلت السفارة الفنزويلية في المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى استقلال فنزويلا الذي يصادف يوم 24/7 من كل عام، وكان لنا شرف الحضور في هذا الاحتفال، بالإضافة إلى نخبةٍ من المُثقّفين الأردنيين من أجل مؤازرة فنزويلا ضدّ الامبريالية الأميركية، والاحتفال مع الفنزويليين بمبادئ وأُسُس الاستقلال الذي وضعه سيمون بوليفار وسار على نهجه الراحِل شافيز ومادورو، وقد قام السفير الفنزيلي بشرحٍ مُختَصر عن تاريخ فنزويلا، وهذا كان له الأثر الإيجابي بالتعريف عن هذه البلد وما تعيشه هذه الفترة؛ ومن الأردن ألقى كل من الدكتور محمّد فرج والدكتور عصام الخواجا كلمتين منفصلتين للتعريف بفنزويلا ومواقفها المُشرِّفة مع العالم المُضطهَد برغم الضغوط الأميركية عليه، وكان الحفل بنّاءً بأن زاد للضيف معلومة جديدة عن هذا البلد.

هذا الاستقلال جاء من أجل الحفاظ على وحدة فنزويلا من أيّ تدخّل خارجي من قِبَل الدول المُتربّصة بها، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية من أجل الهيمنة على النفط الفنزويلي الذي يُعتَبر من أجود أنواع النفط على مستوى العالم.

وسار الراحِل شافيز منذ استلامه الحُكم برغم الضغوط والانقلابات التي تمَّت ضدَّه من قِبَل المُعارضة الفنزويلية في حينه، وهذه المحاولات باءت جميعها بالفشل، عِلماً بأن الشعب الفنزويلي كان دائماً يسير خلف الحرية المُطلقة وخلف القائد الذي أخذ على عاتقه مُحاربة كل طامِع في خيرات هذا البلد، ووضع مُقدَّرات الدولة للشعب فقط ويرفض أن تُدار أمور دولته من الخارج أو الانصياع لأية دولة كانت.

وأيضاً تبنّى هذه النهج مادورو لتبقى فنزويلا دولة مُستقلّة، ووقوفها بوجه أميركا، والتفاف الشعب والجيش حول مادورو في وجه الانقلابيين، عزَّز موقفه في مُحاربة الاستعمار وعدم تدخّل أية دولة أو الهيمنة أو السيطرة على نفطها كما تفعل أميركا مع الدولة التي تُسيطر عليها.

وفي خضمّ الضغوط الأميركية ومحاولتها دعم الانقلابين في فنزيلا، فجميع هذه المحاولات فشلت أمام إرادة شعب يرفض الاملاءات الخارجية، وهذا الفكر كان يحمله سيمون بوليفار منذ عشرات السنين، والقائد الذي يحكم فنزويلا يختاره الشعب وهو مُتمسِّك بأفكار ونهج بوليفار، وتعتبر منهجيته في حُكم البلاد رفض الاستعمار أو السيطرة على مُقدَّرات البلد.

هذا الوضع الذي تعيشه فنزويلا برغم الضغوط الهائلة عليها تبقى القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسة بالنسبة إلى القيادة الفنزويلية، نظراً لما يعانيه الشعب الفلسطيني من الاستعمار وما عاناه الشعب الفنزويلي، ويعتَبرون من المُدافعين عن فلسطين برغم بُعدها الجغرافي واختلاف اللغة والديانة، لكن الاستعمار هو استعمار للعقل والفكر والأرض، وكل ما يتعلّق بحضارة دولة مهمّة مثل فلسطين يتمّ القضاء عليه ومحوه من الوجود، وفنزويلا لا تقلّ حضارة عن أية دولة كانت في هذا العالم.

ما كان واضحاً في الاحتفال بذكرى استقلال فنزويلا، بأن مَن يستلمون الحُكم في فنزويلا يسيرون على نفس النهج، وهو رفض الاستعمار بكافة أشكاله، والمُدافَعة عن الدولة تكون من قِبَل الحكومة والشعب، والشعب يُساند الحكومة لتبقى الدولة مُستقلّة من دون أيّ تدخل خارجي.

الشعوب العربية الحُرّة تقف ضدّ الاستعمار بكافة أشكاله، وتدعم الدول التي تُحارِب هذا الاستعمار، وكان هذا واضحاً من خلال الدعم الشعبي والعالم الحر لمادورو ضدّ الانقلابيين المدعومين من أميركا، سواء كان ذلك من خلال خروج تظاهرات ضدّ هذا الانقلاب، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر فلسطين التي رفضت هذا الانقلاب من خلال تظاهرة ضخمة في فلسطين برغم الاحتلال الذي تعيشه ومحاولة تطبيق صفقة القرن.