حالة لا تفسير منطقياً لها، فرغم الأزمات العديدة التي يرزج تحتها لبنان، تشهد خشباتنا وشاشاتنا وقاعاتنا نشاطاً فنياً مكثفاً يستدعي منا إستنفاراً يومياً لمواكبته، ونعرض فيما يلي لأحدث الأعمال على خشبة مسرح مونو – الأشرفية حيث إفتتحت مسرحية " آخر سيجارة" للمخرجة لينا أبيض، تدير الثلاثي: دوري السمراني، وسام صليبا، و وليد عرقجي، ووقع الثالث سيناريو المسرحية.

الوجوه الفنية كانت كثيرة جداً في حفل الإفتتاح، تقدمها الفنان غسان صليبا الذي حضر مع زوجته لتحية نجلهما وسام على الخشبة الذي بيّضها تماماً وكان متعادلا مع زميله روي السمراني في الحوارات الصادمة والجريئة والمباشرة بصياغات مفتوحة على كل الأفكار والنظريات المعروفة عن السلوك الرجولي في يومياتنا المعتادة.

تقريباً أحاط النص بأبرز علامات الرجولة المتداولة مع ديكورمريح ورحب وأضاف عليها خصوصيات عديدة طالها الكاتب والممثل عرقجي خصوصاً ما يدور همساً بين الجنسين ولا ينتقل إلى العامة إلاّ نادراً، فظهرت تعابير تصيب الهدف مباشرة ولا تخطئه، وأكثر المونولوغات هذه ينطق بها السمراني بأسلوب محبب، قريب من القلب أياً كان مستوى حدته، وهو يثير ضحك الصالة دائماً.

الممثل صليبا حادثناه قبل ساعة من بدء العرض، فوجدناه ممتلئاً أكثر من المعتاد ليبلغنا بأنه لا ينقطع عن الرياضة، وهو سعيد بتعامله مع شركة الصبّاح للإنتاج، ويعمل براحة وهدوء وروية، بينما المسرحية جزء أساسي من الخيارات الفنية التي يصر الفنان وسام على تنويعها لإثبات أن عنده موهبة كبيرة تحتاج على الدوام إلى مشاريع مختلفة لتأمين الإستمرار.

الصالة كانت ممتلئة عن آخرها، والحجوزات والحفلات المضمونة حاضرة بما يريح الإنتاج خصوصاً وأنها مستمرة في عروضها حتى أوائل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مع علامة فارقة إضافية للمخرجة لينا أبيض الأكثر ديناميكية ونشاطاً بين المسرحيين، وقد أبلغتنا أنه وخلال أسابيع قليلة ستقدم نصاً للدكتورة نوال السعداوي سيكون مختلفاً عما يُقدم.