وثيقة: الناتو قلق من استخدام الجزائر الغاز للضغط على أوروبا

وثيقة استخباراتية أطلسية تشير إلى تخوف الناتو من استخدام الجزائر الغاز كـ"سلاح جيوسياسي" للضغط على جنوب أوروبا.

  • لا تذكر الوثيقة حلاً  لرؤية الحلف الأطلسي للتعامل مع هذا الوضع المستجد
    لا تذكر الوثيقة حلاً لرؤية الحلف الأطلسي للتعامل مع أمن الطاقة

كشفت وثيقة استخباراتية أنّ التقدير الاستراتيجي داخل حلف الناتو يعتبر أنّ الجزائر باتت تمثّل "خطراً أمنياً على أوروبا"، وذلك بحسب ما نشرت النسخة الألمانية من الموقع الإخباري الأميركي "بيزنس إنسايدر".

وحدد التحالف السياسي العسكري الأطلسي، في هذه الوثيقة التي يعود تاريخها إلى بداية حزيران/يونيو الجاري، مصدر التهديد بأنّه من شحنات الغاز الجزائري إلى دول جنوب أوروبا، وبشكل خاص إلى إسبانيا.

ويرى التقدير الاستراتيجي للناتو أنّ هناك خطر من أن تستخدم الجزائر شحنات الغاز كوسيلة للضغط السياسي، مثل روسيا.  

وهذا من شأنه أن يشكل خطراً على مرونة أوروبا السياسية والاقتصادية، بحسب الموقع، وهو الأمر الذي يهدد مكانة الجزائر كمورد موثوق للطاقة لأوروبا.

ولا تذكر الوثيقة حلاً لرؤية الحلف الأطلسي للتعامل مع هذا الوضع المستجد، لكنها تشير إلى أنّ أمن الطاقة كان يُنظر إليه منذ سنوات عديدة على أنه "عامل مهم في السياسة الخارجية والأمنية، بما في ذلك داخل الناتو".

وهددت الجزائر، في 27 نيسان/أبريل المنصرم، بفسخ عقد توريد الغاز لإسبانيا إذا كانت سترسله "إلى وجهة ثالثة".

وتزود شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة "سوناطراك" إسبانيا بأكثر من 40% من حاجاتها للغاز الطبيعي، الذي يصل معظمه إليها عبر أنبوب الغاز البحري "ميدغاز"، بطاقة 10 مليارات متر مكعب سنوياً.

ووصل جزء آخر من الغاز الجزائري، حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يمر عبر المغرب، لكن الجزائر أغلقته بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط نهاية تموز/يوليو من العام الماضي.

وجاء إغلاق خط أنابيب الغاز المهم هذا، بحسب التقرير الاستخباراتي الأطلسي، والتهديد بإنهاء عقد توريد الغاز مع إسبانيا، عقب قرار إسبانيا التصريح "بالتدفق العكسي لخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي" من أجل "مساعدة الرباط على ضمان أمن طاقتها".

وتأتي الإجراءات التي وصفتها الوثيقة بـ"الانتقامية"، في سياق تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا بشأن قضية الصحراء الغربية.  

وأضاف التقرير أنّ مدريد، بعد أن اختارت لفترة طويلة موقفاً محايداً بشأن هذه القضية الحساسة للغاية قامت، في 18 أذار/مارس الماضي، على تغيير موقفها بشكل حاد، من خلال دعمها العلني لمشروع الحكم الذاتي المغربي، ما أثار غضب الجزائر.

وأعلنت الجزائر، في 8 من حزيران/يونيو الجاري، "التعليق الفوري" لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، وذلك لموقفها من القضية الصحراوية.

اخترنا لك